المكتب الوطني لتقنيي القطاع الفلاحي.. صوتٌ جديد يولد تحت شعار: نحو كرامة مستحقة ومسار مهني عادل

شهدت الرباط مؤخرا، في خطوة غير مسبوقة تهدف إلى توحيد الصفوف والدفاع عن حقوق مشروعة، عقد المؤتمر التأسيسي للمكتب الوطني لتقنيي القطاع الفلاحي بالجامعة الوطنية للفلاحة تحت لواء الاتحاد العام للشغالين بالمغرب. هذا الحدث الذي يمثل لبنة جديدة في مسيرة نضال فئة حيوية، يؤسس لمرحلة جديدة من تعزيز الدور المحوري للتقنيين في بناء مغرب الغد.
لقد أكد المؤتمرون بحضورهم الوازن من مختلف الجهات والمؤسسات التابعة لوزارة الفلاحة، على الالتزام الراسخ للتقنيين بقضايا الوطن، ودورهم المحوري في إنجاح وتنزيل البرامج والأوراش التنموية الكبرى للدولة، وضمان جودة الخدمات التقنية والميدانية.
لكن المفارقة تكمن في أن هذا الدور الاستراتيجي يقابله تهميش معنوي ومادي مستمر، فبعد عقود من العطاء، لا يزال التقنيون يعانون من نظام أساسي عتيق يعود لعام 2005، والذي استنفد كل مقومات التحفيز ومواكبة التحديات الاجتماعية والتنموية الراهنة وهو ما يتجلى في تدني الأجور في القطاعين العام و الخاص وغياب أفق الترقي خارج السلم لشريحة كبيرة من الموظفين و المستخدمين حيث منهم من يقضي اكثر من عشرون سنة في السلم 11.
مما يولد شعورا بالاحباط و التمييز ويتناقض تماماً مع حجم المهام والمسؤوليات التي يضطلعون بها في تحقيق جميع الاستثمارات العمومية في جميع مراحلها و المساهمة الفعالة في التنمية التي تعرفها البلاد.
لقد دعا المؤتمرون إلى وعي جماعي متجدد ورصانة نقابية مسؤولة لاسترجاع الحقوق وترسيخ الكرامة عبر تحصين القيمة العلمية و المهنية للتقنيين وخلق مسارات وخيارات للتعليم العالي للتقنيين و خلق افاق الترقي بدون عراقيل للكفاءات التقنية و اخيرا فتح مجال تحمل المسؤولية بدون قيود بمعيار وحيد وهو الكفاءة.
المؤتمر التأسيسي عرف انتخاب السيد عبد الرزاق عنيطرة كاتبًا وطنيًا للمكتب النقابي الوطني لتقنيي القطاع الفلاحي والذي دعا لتوحيد صفوف التقنيين داخل الجامعة، وجعلها انطلاقة رد اعتبار لمكانة التقني اعترافا باسهاماته في تنزيل مختلف البرامج و الاستراتيجيات و اشرافه الميداني على الاستثمار العمومي و الخاص و دوره الهام في الديناميات التنموية التي تعرفها البلاد.