سياسة

كفاءات مغربية من القارات الخمس: محرك التنمية والتجديد في قيادة الاتحاد الاشتراكي الجديدة.

حدث بريس : متابعة

 

اختتم حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية مؤتمره الوطني الثاني عشر، بتجديد الثقة في إدريس لشكر كاتباً أول للحزب لولاية رابعة بأغلبية ساحقة. ورغم أهمية حسم ملف القيادة بالتمديد، فقد شكلت هذه المحطة التنظيمية كذلك نقطة تحول كبرى، حيث تجلّى فيها انخراط غير مسبوق لكفاءات مغاربة العالم، الذين أضفوا على المؤتمر بُعداً دولياً استراتيجياً، جاعلين منهم قوة دفع حقيقية للمشروع الاتحادي.

الحضور الوازن لكفاءات المهجر: استثمار في العقول المغربية

أكدت الترتيبات التنظيمية والاحتفاء الخاص خلال المؤتمر، على أن كفاءات مغاربة العالم القادمة من القارات الخمس لم تكن مجرد تمثيل شكلي، بل هي تتويج لدينامية “الجهة 13 لمغاربة العالم” التي انطلقت في بروكسيل (29 ماي 2025). هذا الحضور يُعد استثماراً نوعياً في الرأسمال البشري المغربي بالخارج، وتأسيساً لمرحلة جديدة في علاقة الحزب بالمهجر.

القيمة المضافة للمشهد الحزبي والوطني:

وتتجلى هذه القيمة المضافة في المستويات الثلاث التالية:

تجديد وتأهيل النخبة السياسية: يضمن دمج هذه الكفاءات، بخبراتها المتراكمة في مجالات حيوية كالتكنولوجيا، والاقتصاد، والحوكمة، ضخ دماء جديدة وتجديداً نوعياً للنخبة الاتحادية. هذا الانفتاح يعزز قدرة الحزب على تأهيل مشروعه السياسي وتقديم بدائل ورؤى أكثر حداثة وانسجاماً مع التطورات الدولية.

جسر للخبرات وخدمة التنمية: تتحول هذه الكفاءات إلى جسر حيوي لنقل التجارب الدولية الناجحة إلى المغرب، خاصة في دعم المشاريع التنموية الكبرى. انخراطهم يمثل رافعة أساسية لخدمة المشروع التنموي الوطني والدفع بعجلة الاستثمار والابتكار، مما يرتقي بالعلاقة مع مغاربة العالم من الاعتماد على التحويلات المالية إلى المساهمة الفعلية في الرأسمال المعرفي.

الاتحاد الاشتراكي نموذجاً تنظيمياً: يضع هذا الانفتاح الاستراتيجي الاتحاد الاشتراكي في طليعة الأحزاب المغربية التي تتبنى إدماج الكفاءات المهاجرة، مُشكلاً نموذجاً يحتذى به في التعاطي مع قضية الجالية كجزء أصيل وفاعل في المعادلة الوطنية.

ولاية رابعة ودعم الاستمرارية التنظيمية

جاء تجديد الثقة في لشكر لولاية رابعة بعد تعديل في المادة 217 من النظام الأساسي، حيث سمح المؤتمر بالتمديد للكاتب الأول ولولايات المكاتب الجهوية والإقليمية، إذا اقتضت ذلك “المصلحة العليا للحزب”. هذه التعديلات تهدف إلى ضمان الاستقرار التنظيمي للحزب في مواجهة التحديات السياسية الراهنة، وتعكس إجماعاً على ضرورة التماسك الداخلي.

رهان المستقبل: الاستقرار بالشراكة مع العقول المهاجرة

تضع ولاية لشكر الرابعة، المدعومة بهذا الحضور الوازن لكفاءات مغاربة العالم، الاتحاد الاشتراكي أمام رهان مزدوج: ضمان الاستقرار التنظيمي من جهة، وتوظيف القوة الجديدة المتمثلة في هذه الكفاءات لتعزيز تمثيلية الحزب وتأثيره في المشهد السياسي والمساهمة الفعالة في التنمية الوطنية من جهة أخرى. هذا التوجه يؤكد أن الحزب يعتزم مواجهة تحديات اليسار المغربي عبر رؤية منفتحة وجريئة تستثمر في طاقات المغرب العابرة للقارات

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى