مجتمع

وجدة.. موسم “وعدة” سيدي يحي بنيونس إرث روحي يجمع الحضارات

ابراهيم ادريسي

 

تعيش مدينة وجدة هذه الأيام على وقع موسم الولي الصالح سيدي يحي بنيونس، أو ما يُعرف محلياً بـ”الوعدة”، وهو موعد سنوي طالما انتظرته ساكنة الجهة الشرقية بفارغ الصبر، لما يحمله من معانٍ روحية واجتماعية وثقافية.

“الوعدة” ليست مجرد موسم ديني تقليدي، بل فضاء يلتقي فيه الأهالي والعائلات والقبائل على المحبة والتواصل وصلة الرحم، حيث تتحول المناسبة إلى لحظة جماعية لترسيخ قيم التضامن والتآزر التي طالما ميزت المجتمع الوجدي.

ولي صالح بذاكرة متعددة الروافد

 

شخصية سيدي يحي بنيونس تحظى بمكانة خاصة في المخيال الجمعي للمنطقة. فالبعض يرى فيه أحد الحواريين المقربين من سيدنا عيسى عليه السلام، بينما يربطه آخرون بأحد الأولياء اليهود الصالحين، في حين يعتبره الكثيرون ولياً مسلماً تقياً عاش في أرض المغرب وخلّف أثراً روحياً عميقاً.

هذا التعدد في الروايات حول أصله يعكس خصوصية وجدة كمدينة حدودية عرفت عبر تاريخها تعايشاً وتلاقحاً بين ثقافات وأديان متعددة.

التقاء الديانات في روح واحدة

المثير في قصة سيدي يحي بنيونس أنّ المسيحية واليهودية والإسلام تلتقي جميعها في تقديس هذه الشخصية، كل من زاويته الدينية الخاصة، لكن في جوهرها تشترك في تكريم قيمة الصلاح والتقوى والإيمان.

ولا يقتصر هذا البعد الرمزي على المخيال فقط، بل يجد ترجمته على أرض الواقع، إذ تشهد المنطقة زيارات سنوية للطوائف اليهودية والمسيحية التي تحجّ إلى مقام الولي الصالح، في تقليد روحي يعكس مكانته العابرة للديانات.

الذاكرة والتراث المحلي

 

إلى جانب بعدها الروحي، تشكّل “الوعدة” موروثاً ثقافياً محلياً يعكس غنى التراث غير المادي لمدينة وجدة والشرق المغربي. فهي تجمع بين الطقوس الدينية، والعادات الاجتماعية، والفنون الشعبية، لتُرسّخ صورة وجدة كأرضٍ للتلاقي والتعايش.

 

خاتمة

 

إن موسم “وعدة” سيدي يحي بنيونس ليس مجرد حدث محلي، بل شاهد على التقاء الحضارات وتعايش الشرائع الدينية في فضاء واحد، يجمع الناس على الخير والمحبة، ويؤكد أن المغرب ظل عبر العصور أرضاً للتسامح والانفتاح والعيش المشترك.

إشارة لا بد منها

يشير المؤرخون الى ان الولي الصالح سيدي يحي بنيونس و الولي الصالح سيدي معافة اخوة و مدفونين بمدينة وجدة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى