مجتمع

انتخاب البراهمة رئيسة للجمعية المغربية لحقوق الانسان خلفا للغالي

حدث بريس/ ابراهيم بومالي

في خطوة تعكس دينامية التحول داخل الحقل الحقوقي المغربي، أفرز اجتماع اللجنة الإدارية للجمعية المغربية لحقوق الإنسان، المنعقد اليوم الأحد، انتخاب سعاد البراهمة رئيسة جديدة للمكتب المركزي، خلفاً للمناضل الحقوقي البارز أحمد غالي.

هذا الانتخاب لم يكن مجرد تداول على رئاسة تنظيم مدني، بل تجسيد لمسار من التجديد الداخلي انطلق من المؤتمر الوطني الأخير للجمعية، المنعقد أواخر ماي المنصرم، والذي عرف حضوراً نوعياً ومكثفاً، سواء على مستوى عدد المشاركين (398 مؤتمرا ومؤتمرة و60 ملاحظاً)، أو على صعيد مخرجاته التنظيمية والرمزية.

وجاءت تركيبة اللجنة الإدارية الجديدة – المشكلة من 86 عضواً بينهم 42% نساء و31% شباب – لتؤكد أن الجمعية باتت تلتقط إشارات التحول المجتمعي وتترجمها تنظيمياً، في اتجاه تعزيز تمثيلية الفئات التي طالما كانت في صلب نضالها: النساء، الشباب، والفاعلون الجدد في المجال الحقوقي.

ويُنظر إلى انتخاب البراهمة، المعروفة بمواقفها الجريئة وتجربتها الطويلة في النضال الحقوقي، كرسالة مزدوجة: أولاً، تكريس المسار الديمقراطي الداخلي الذي تتميز به الجمعية، وثانياً، الاستعداد لخوض المرحلة المقبلة برؤية أكثر انفتاحاً على التحولات السياسية والحقوقية التي يعرفها المغرب.

ففي ظل سياق إقليمي ودولي دقيق، يتسم بتصاعد التحديات الحقوقية وتزايد الضغوط على المجتمع المدني، يعلّق كثيرون آمالاً على القيادة الجديدة للجمعية في الحفاظ على خطها النقدي المستقل، دون التفريط في سبل الحوار البناء مع المؤسسات، خاصة فيما يخص قضايا الحريات الفردية، الحقوق الاقتصادية والاجتماعية، والعدالة المناخية.

أما أحمد غالي، الذي غادر رئاسة الجمعية، فيُنسب إليه تعزيز الحضور المؤسسي للجمعية في فترات حساسة، وتمكينها من لعب أدوار أساسية في تتبع الانتهاكات، وتوسيع رقعة الترافع الحقوقي وطنياً ودولياً.

الكرة الآن في ملعب القيادة الجديدة، التي يُنتظر منها إعادة تأهيل الخطاب الحقوقي وربطه بقضايا المواطن اليومية، دون أن تفقد الجمعية بوصلتها النضالية التي ظلت تؤطر عملها طيلة عقود.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى