كاردينال من مراكش مرشح لخلافة البابا فرنسيس

في خضم حالة الترقب التي تعيشها الأوساط الكنسية حول العالم عقب وفاة البابا فرنسيس، برز اسم الكاردينال دومينيك مامبيرتي، كأحد أبرز المرشحين لخلافته على رأس الكنيسة الكاثوليكية، في سابقة قد تحمل رمزية تاريخية كبيرة، لكونه وُلد بمدينة مراكش المغربية سنة 1952.
من مراكش إلى قلب الفاتيكان
مامبيرتي، الذي غادر المغرب في طفولته رفقة أسرته إلى جزيرة كورسيكا، قبل أن يستقر لاحقًا في شرق فرنسا، شق مسارًا متميزًا داخل المؤسسة الكنسية. وقد اشتهر بدوره الدبلوماسي الفعال في تمثيل الكرسي الرسولي، حيث تولّى مهامًا رفيعة في السياسة الخارجية للفاتيكان، وجعلته خبرته من المقربين من دوائر القرار في الدولة البابوية.
كونكلاف الحسم
في غضون أيام قليلة، يُرتقب أن تنعقد جلسات “الكونكلاف”، الاجتماع السري الذي يضم حوالي 120 كاردينالًا دون سن الثمانين، لانتخاب البابا الجديد. وتُجرى عملية التصويت داخل كنيسة السيستين الشهيرة بالفاتيكان، وفق تقاليد صارمة، حيث يُشترط حصول المرشح على ثلثي أصوات الكرادلة ليفوز بالمنصب.
وتتم الإشارة إلى نجاح أو فشل عملية الانتخاب عبر دخان يخرج من مدخنة الكنيسة؛ أبيض عند التوافق على اسم، وأسود في حال فشل الجولات الأولى في اختيار خليفة للبابا الراحل.
رمزية الترشيح
ترشيح مامبيرتي لمنصب البابا يحمل دلالات رمزية تتجاوز البعد الشخصي، إذ سيكون أول بابا في التاريخ الحديث يولد على أرض المغرب، وفي قلب مدينة ذات حمولة ثقافية ودينية مثل مراكش. هذا المعطى قد يشكل تحولًا مهمًا في صورة الكنيسة الكاثوليكية، ويعكس انفتاحها على تنوع الخلفيات الثقافية والجغرافية.
تنويع القيادة الروحية
يرى مراقبون أن تداول اسم مامبيرتي يأتي ضمن توجه أوسع داخل الكنيسة لتعزيز التمثيل الجغرافي والثقافي في مواقع القيادة، خاصة في ظل التحديات العالمية المتزايدة التي تواجه الكنيسة من حيث الحضور، والتواصل، وقضايا الهوية في مجتمعات متعددة الأديان والثقافات.
وإذا ما تم اختياره، فسيُسأل مامبيرتي، وفق التقاليد، ما إذا كان يقبل بالمهمة، ثم يُطلب منه اختيار اسم بابوي جديد، ليُطل بعدها من شرفة كاتدرائية القديس بطرس معلنًا للعالم: “Habemus Papam” (لدينا بابا).
المغرب والكنيسة… لحظة رمزية
بعيدًا عن الطقوس، فإن مجرد تداول اسم دومينيك مامبيرتي باعتباره مرشحًا قويًا للبابوية، يضع المغرب في واجهة حدث ديني عالمي غير مسبوق، ويجعل من مراكش شاهدًا على مسار حياة قد ينتهي بأعلى منصب روحي في العالم الكاثوليكي.