سياسة

بوريطة : هكذا غيّر جلالة الملك موازين مجلس الأمن لصالح المغرب

ابراهيم ادريسي

في تصريح خاص للقناة الثانية، كشف وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، السيد ناصر بوريطة، عن كواليس معركة ديبلوماسية حاسمة داخل مجلس الأمن، مؤكداً أن التدخل الشخصي لجلالة الملك محمد السادس كان له الدور الحاسم في ترجيح كفة الموقف المغربي داخل الهيئة الأممية.

وقال بوريطة إن «المجلس كان صعباً هذه المرة، لأن تركيبته الحالية معقدة». موضحاً أن دولاً مثل باكستان وغويانا والصومال «لكل واحدة منها خلفياتها ومشاكلها الخاصة وهشاشاتها السياسية»، ما جعل النقاشات داخل المجلس أكثر تعقيداً من أي وقت مضى.

وأضاف الوزير أن «المجلس السابق كان يضم دولاً صديقة مثل الإمارات، أما اليوم فتضم تركيبته الجزائر وغويانا وباكستان وسلوفينيا والدنمارك»، مشيراً إلى أن «حتى الدول الأوروبية الموجودة الآن ليست مثل البرتغال أو الدول التي تربطنا بها علاقات وثيقة، بل هي دول كالدنمارك وسلوفينيا واليونان».

وعن المواقف الإقليمية، أوضح بوريطة أن «الوضع نفسه ينطبق على آسيا وأمريكا اللاتينية، حيث نجد كوريا وباكستان وغويانا وبنما، وكلها دول ذات أولويات ومصالح متباينة».

ورغم هذه الصعوبات، أبرز الوزير أن الموقف المغربي حظي بدعم ثلاثي قوي من الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا، قائلاً: «هذه الدول، بفضل العمل المباشر الذي قام به جلالة الملك محمد السادس شخصياً، غيّرت توجهاتها ودعمت التوجهات الملكية، وهو ما جعلها الدعامة الأساسية للمرور إلى مرحلة التصويت على القرار».

وأشار بوريطة إلى أن «سيراليون كانت دولة حليفة ومساندة دائماً، في حين أن بنما التي سحبت اعترافها بالجمهورية الوهمية قبل سنة فقط كانت في وضع حساس»، مضيفاً: «كنا في البداية أمام 11 دولة، وكان هناك تتبع يومي ومباشر من جلالة الملك. وعند لحظة معينة، كنا نملك دعم ست دول فقط، بينما كنا بحاجة إلى تسع. حينها جاء التدخل المباشر والتفاعل الشخصي من جلالة الملك، وهو ما فكّ العقدة وأتاح لنا بلوغ التسع أصوات، وبعدها أصبح الحصول على العاشر والحادي عشر سهلاً».

وختم بوريطة قائلاً: «هذا النجاح لم يكن وليد الصدفة، بل ثمرة رؤية ملكية متبصّرة جعلت من الديبلوماسية المغربية نموذجاً في الفعالية والالتزام والثبات على المبادئ، رغم تعقيدات السياقات الإقليمية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى