صلوح الجماني… حضور سياسي لافت في بوزنيقة ورمز لحيوية البيت الحركي بالأقاليم الجنوبية

حدث بريس : إبراهيم بيه
شهدت مدينة بوزنيقة ما بين 10 و12 أكتوبر 2025 انعقاد الملتقى الوطني الخامس للشبيبة الحركية، تحت شعار يكرّس دور الشباب في بناء مغرب الغد، في محطة سياسية وتنظيمية بارزة داخل حزب الحركة الشعبية. وقد تميز هذا الحدث بحضور عدد من القيادات الوطنية والجهوية للحزب، من بينهم سيدي صلوح الجماني، أحد أبرز الوجوه الحركية القادمة من الأقاليم الجنوبية، والذي لفت الأنظار بحضوره الوازن ومداخلاته العميقة حول العمل السياسي والتنمية المحلية.

صلوح الجماني… مسار سياسي من الميدان إلى القيادة
يُعدّ سيدي صلوح الجماني من الشخصيات السياسية التي بصمت المشهد المحلي بجهة الداخلة وادي الذهب، حيث راكم تجربة مهمة في تدبير الشأن العام، وشغل مناصب انتخابية بارزة، من بينها رئاسة المجلس البلدي لمدينة الداخلة.
وقد ارتبط اسمه منذ سنوات بحزب الحركة الشعبية، الذي مثّل بالنسبة إليه مدرسة في الوطنية والالتزام، رغم ما رافق مسيرته من شائعات حول تغيّر الانتماء أو الانسحاب، إلا أن الجماني ظل يؤكد تشبّثه بالبيت الحركي، مبرزًا أنه جزء من تاريخه وامتداده في الجنوب المغربي.
ويحظى الجماني بتقدير واسع في أوساط مناضلي الحركة الشعبية، لما يتميز به من انفتاح على مختلف الفاعلين، وقدرته على الموازنة بين العمل السياسي والمؤسساتي، في أفق تحقيق التنمية المندمجة وتعزيز المشاركة المواطِنة داخل الأقاليم الجنوبية.
بوزنيقة… لحظة تفاعل بين الأجيال الحركية
لم تكن محطة الشبيبة الحركية ببوزنيقة مجرد تجمع تنظيمي، بل شكلت لحظة حقيقية للتلاقي بين الأجيال السياسية داخل الحزب.
وقد أكد حضور سيدي صلوح الجماني في هذا الملتقى أن الحركة الشعبية تراهن على الكفاءات الميدانية، التي تمثل الامتداد الحقيقي لرسالة الحزب في مختلف الجهات، خاصة في المناطق الجنوبية التي تعتبر ركيزة أساسية في مسار الوحدة والتنمية.
هذا الحضور أعاد تسليط الضوء على أهمية القيادات الترابية في تجديد الدماء التنظيمية، وإيصال صوت القواعد إلى المركز، في انسجام تام مع الرؤية الجديدة التي يقودها الأمين العام للحزب محمد أوزين.
علاقة الثقة والتكامل مع الأمين العام محمد أوزين
تربط سيدي صلوح الجماني بالأمين العام للحركة الشعبية محمد أوزين علاقة تقدير متبادل وتنسيق تنظيمي واضح، إذ يُنظر إلى الجماني كقيمة مضافة ضمن المشروع التجديدي الذي أطلقه أوزين من أجل إعادة الحيوية للحزب.
وقد عبّر الأمين العام في أكثر من مناسبة عن تقديره لدور الجماني، سواء من حيث التمثيل الميداني، أو من حيث التزامه بخط الحزب، وحرصه على نقل توجهاته إلى الفاعلين المحليين.
ويمثل هذا التناغم بين القيادة المركزية والقيادات المحلية تجسيدًا لروح “البيت الحركي” الذي يسعى أوزين إلى ترسيخه، حيث يُمنح المناضلون الفاعلون في الجهات مكانتهم المستحقة في رسم السياسات الحزبية الوطنية.
الجنوب… قلب نابض في الحركة الشعبية
من خلال حضور الجماني في بوزنيقة، يتأكد أن الأقاليم الجنوبية ليست مجرد قاعدة انتخابية للحركة الشعبية، بل فضاء حيوي تُبنى فيه الثقة، وتتجدد منه المبادرات.
فقدرة الحزب على الجمع بين الرمزية الوطنية والانغراس المحلي هي ما يجعل من شخصيات مثل سيدي صلوح الجماني رموزًا للتوازن بين الانتماء الحزبي والمواطنة الفاعلة، وأمثلة على أن العمل السياسي الجاد ينبع من العطاء والنية الصادقة التي تتشكل بها الارضية السياسية المتينة .
خاتمة
إنّ المشاركة اللافتة لصلوح الجماني في ملتقى الشبيبة الحركية ببوزنيقة لم تكن مجرد حضور بروتوكولي، بل رسالة سياسية واضحة تؤكد أن الحركة الشعبية تتجه نحو إعادة الاعتبار لمناضليها الميدانيين، وتعزيز جسور التواصل بين القيادة والشباب.
كما عكست هذه المشاركة الانسجام القوي بين الجماني ومحمد أوزين، في رؤية مشتركة مفادها أن العمل الحزبي الجاد يبدأ من خدمة المواطن، وينضج بالحوار، ويستمر بالثقة.



