السعيدية.. إمكانيات سياحية واعدة في مواجهة فراغ ترويجي و ترفيهي

ابراهيم ادريسي : السعيدية
رغم ما تتوفر عليه مدينة السعيدية من شريط ساحلي ذهبي وشواطئ بمياه صافية تجعلها إحدى أبرز الوجهات الصيفية بالمغرب، إلا أن واقعها يكشف عن هشاشة في بنيتها السياحية وضعفًا في قدرتها على المنافسة. فالمحطة السياحية لا تعيش فقط بالشاطئ، بل تحتاج كذلك إلى فضاءات للترفيه، ومراكز للأنشطة، وأماكن جذب متنوعة قادرة على إرضاء الزوار وتشجيعهم على العودة.

غياب رؤية واضحة للمدينة
يشتكي العديد من المصطافين من محدودية الأنشطة داخل المدينة، حيث يضطر أغلبهم إلى قضاء جل أوقاتهم في المقاهي أو على شرفات الإقامات، بدل الاستفادة من عروض ترفيهية منظمة. كما تفتقر السعيدية إلى فضاءات رياضية وثقافية قادرة على احتضان تظاهرات كبرى أو منافسات شبابية، مما يجعلها أقل جاذبية مقارنة بمحطات متوسطية منافسة.

انعكاسات اقتصادية مباشرة
هذا الضعف في البنية التحتية الترفيهية ينعكس سلبيًا على الدورة الاقتصادية المحلية، إذ يقتصر إنفاق الزوار على المقاهي وبعض المطاعم، دون أن يتوسع ليشمل قطاعات أوسع مثل الترفيه والرياضة والأنشطة الثقافية. ويؤكد فاعلون محليون أن غياب مثل هذه العروض يفوّت على المدينة فرصًا استثمارية مهمة، خصوصًا مع الإقبال الكبير للجالية المغربية بالخارج التي تبحث عن تنوع في الخدمات.

مبادرات فردية غير كافية
صحيح أن بعض الجمعيات والفاعلين حاولوا تنظيم أنشطة رياضية أو عروض موسيقية، غير أن هذه المبادرات تبقى محدودة وذات طابع موسمي. ولإنجاح التجربة السياحية، تحتاج السعيدية إلى رؤية استراتيجية مندمجة، بمشاركة الجماعة المحلية، المستثمرين الخواص، والوزارة الوصية، لضمان استدامة العروض وتحويل المدينة إلى قطب سياحي حقيقي.
الحاجة إلى استثمار في الترفيه
إن تطوير فضاءات للرياضة، وإنشاء ملاعب للألعاب الجماعية، إلى جانب إحداث قاعات للأنشطة الثقافية والفنية، يمكن أن يشكل رافعة قوية لجذب مزيد من السياح، ورفع متوسط مدة الإقامة، وبالتالي مضاعفة العائدات الاقتصادية للمنطقة. فالسعيدية، رغم جمالها الطبيعي، لن تحقق مكانتها الحقيقية دون الاستثمار في “القيمة المضافة الترفيهية” للسائح.
🔹 خلاصة اقتصادية:
مدينة السعيدية تعيش مفارقة: مقومات طبيعية واعدة، مقابل ضعف هيكلي في الخدمات والأنشطة. الاستثمار في البنية الترفيهية وتنويع العروض السياحية أصبح ضرورة ملحة لجعلها محطة متوسطية رائدة، بدل أن تبقى مجرد شاطئ جميل بقدرات اقتصادية محدودة.





