هكذا تفاعل العالم مع قرار الرئيس الفرنسي الإعتراف بالدولة الفلسطينية والذي صدم اسرائيل و امريكا .

بقلم : حسن الخباز
دولة جديدة تنظم قريبا لقائمة الدول المعترفة بالدولة الفلسطينية ، ويتعلق الامر بفرنسا ، حيث وعد رئيسها السيد ايمانويل ماكرون بالاعتراف بفلسطين خلال شهر شتنبر المقبل . علما ان دولته من اشد المساندين للكيان الصهيوني المحتل .
وقد اثار هذا القرار ترحيب كل السلطة الفلسطينية وحركة حماس من جهة فضلا عن الدول العربية والإسلامية من جهة أخرى ، في الوقت الذي ندد بنيامين نتانياهو بالقرار الرئاسي الفرنسي ، كما لقيت خطوة ماكرون استنكار الولايات المتحدة الأمريكية ايضا .
وقد اعتبر رئيس الوزراء الإسرائيلي القرار الفرنسي مكافاة للإهاب وتهديدا مباشرا لإسرائيل ، واكد ان الفلسطينيين لا يريدون دولة بجانب إسرائيل إنما يسعون لدولة على انقاض إسرائيل .
وفي نفس السياق ، رفض ملركو ويبو وزير الخارجية الأمريكي بشدة مخطط الرئيس الفرنسي ، واعتبره قرارا متهورا لا يخدم سوى دعاية حماس ويعيق عملية السلام بالشرق الأوسط .
وبهذه المناسبة أكد نائب الرئيس الفلسطيني حسن الشيخ ان ماكرون بقراره الاخير “يمثل التزام فرنسا بالقانون الدولي، ودعمها لحقوق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة”.
وهذا المطلب بات مطلوبا اكثر ، خاصة في ظل الحرب اليومية التي تعيشها الاراضي المحتلة صباح مساء ، و بفضل تضامن العالم ، اصبح بنيامين نتنياهو مطلوبا لدى المحكمة الجنائية الدولية بتهم ارتكاب جرائم حرب في غزة .
وقد تفاعلت حركة حماس بقوة مع قرار ماكرون واعتبرته “خطوة إيجابية في الاتجاه الصحيح نحو إنصاف شعبنا الفلسطيني المظلوم”، واضافت في بيانها انه بمثابة “تطور سياسي يعكس تنامي القناعة الدولية بعدالة القضية الفلسطينية”،
كما ناشدت كل الضمائر الحية و سائر الدول خاصة منها الدول الأوروبية منها أن تحذو حذو فرنسا في هذا المجال وتعترف بدورها بالدولة الفلسطينية في اقرب وقت ، لكون مثل هذه الخطوات الدولية تمثل ضغطا سياسيا وأخلاقيا على الاحتلال حسب ما جاء في نفس البيان .
هذا ، ومن خلال رد فعل رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز الذي يُعتبر معارضا بشدة للعمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة ، رحب بإعلان فرنسا أنها ستنضم إلى إسبانيا في الاعتراف بدولة فلسطين. بالقول إن هذه الخطوة من شأنها أن “تحمي” حلّ قيام دولتين. إسرائيل وفلسطين، تعيشان جنبا إلى جنب.
من جهتها، رحبت أيرلندا بإعلان فرنسا اعترافها بدولة فلسطين، وقالت إنها مساهمة مهمة في تحقيق حل الدولتين ووقف هذا العدوان الذي استمر لعقود .
وأكدت الخارجية الأيرلندية على أهمية مضاعفة الجهود للتوصل لوقف فوري لإطلاق النار والإفراج عن الأسرى وإدخال المساعدات لغزة.
و من أبرز ردود الفعل رد المملكة العربية السعودية ، والتي رحبت ايضا بهذه الخطوة و اعتبرتها تاريخية تؤكد “حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة”.
كما دعت بلاد الحرمين باقي الدول التي لم تعترف بعد،بحق فلسطين في تقرير مصيرها وإنشاء دولة مستقلة لاتخاذ مثل هذه الخطوات الإيجابية والمواقف الجادة الداعمة للسلام وحقوق الشعب الفلسطيني الشقيق”.
وعلى غرار السعودية ، استقبلت الأردن إعلان ماكرون بصدر رحب ، وجاء في بيان لها انها “تثمن قرار الرئيس الفرنسي باعتباره خطوة هامة للتصدي لمساعي إنكار حق الشعب الفلسطيني غير القابل للتصرف في تقرير المصير وتجسيد دولتهم المستقلة وذات السيادة على ترابهم الوطني وخطوة في الاتجاه الصحيح المفضي ل تجسيد حل الدولتين وإنهاء الاحتلال”.
وقال نتنياهو إن الفلسطينيين “لا يسعون إلى دولة بجانب إسرائيل بل يريدون دولة بدلا من إسرائيل”.
جدير بالذكر ان إيمانويل ماكرون الرئيس الفرنسي اعلن في بيان له أمس الخميس، أن بلاده قررت الاعتراف بدولة فلسطين رسميا أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر المقبل، “وفاءا بالتزامها التاريخي بتحقيق السلام العادل والدائم في الشرق الأوسط”.