دوليات

150 ألف متظاهر باللون الأحمر في لاهاي: نداء شعبي لهولندا لوقف الإبادة في غزة

حدث يريس/ وكالات

في مشهد غير مسبوق من حيث الكثافة والرسالة، اكتظت شوارع مدينة لاهاي الهولندية، اليوم الأحد 15 يونيو، بعشرات الآلاف من المتظاهرين الذين ارتدوا اللون الأحمر وخرجوا في مسيرة صامتة صاخبة بالمعاني، للمطالبة بوضع حد لما وصفوه بالإبادة الجارية في قطاع غزة، ولحث الحكومة الهولندية على اتخاذ موقف أكثر جرأة ووضوحًا.

المسيرة، التي نظمتها منظمات حقوقية بارزة من بينها منظمة العفو الدولية و”أوكسفام”، انطلقت من قلب العاصمة الإدارية، واتجهت نحو مقر محكمة العدل الدولية، رافعة شعارًا موحدًا: “ما يحدث في غزة خط أحمر”.

المتظاهرون الذين قدر عددهم بـ150 ألفًا وفقًا للجهات المنظمة، لوّحوا بأعلام فلسطين ورددوا شعارات مثل: “أوقفوا الإبادة”، و”لا تصمتوا”، و”أوقفوا التواطؤ الهولندي”، فيما حملت بعض اللافتات رسائل إنسانية مؤلمة مثل: “اصمتوا عندما ينام الأطفال، لا حين يُقتلون”.

وجاءت هذه التظاهرة بعد أيام من سقوط الحكومة الهولندية في 3 يونيو، إثر انسحاب حزب يميني متطرف من الائتلاف الحاكم، وهو ما اعتبره المتظاهرون فرصة لإعادة توجيه البوصلة السياسية نحو مسؤولية أخلاقية وقانونية تفرض على هولندا اتخاذ خطوات ملموسة لوقف آلة الحرب الإسرائيلية.

وقالت دودو فان دير سلويس (67 سنة)، وهي إحدى المشاركات في المسيرة، لوكالة الصحافة الفرنسية: “لقد بلغنا مرحلة لا نستطيع فيها السكوت. جئت لأن هذا هو أقل ما يمكن أن أفعله الآن. لا يمكن أن نبقى مكتوفي الأيدي”.

وتعد هذه ثاني تظاهرة ضخمة في لاهاي خلال أقل من شهر، بعد مسيرة 18 ماي الماضي التي شارك فيها أكثر من 100 ألف شخص، ووصفت بأنها الأضخم في البلاد منذ أكثر من عقدين.

وفي الوقت الذي لم تصدر فيه الشرطة الهولندية أي تقدير رسمي لأعداد المشاركين، أكد المنظمون أن حجم التعبئة يعكس ارتفاع منسوب الوعي الشعبي، وضغط الشارع المتزايد على صناع القرار في بلد طالما تباهى بتقاليده الديمقراطية وحرصه على حقوق الإنسان.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى