الوجدي” محمد وهبي يقدم درسًا تكتيكيًا عالميًا أمام أمريكا ويقود المغرب إلى نصف نهائي كأس العالم للشباب

ابراهيم إدريسي : حدث بريس
قدّم المدرب المغربي محمد وهبي عرضًا تكتيكيًا استثنائيًا قاد من خلاله المنتخب المغربي لأقل من 20 سنة إلى نصف نهائي كأس العالم للشباب بعد فوزه المستحق 3-1 على نظيره الأمريكي، في مباراة مثيرة أقيمت مساء الأحد على ملعب أل تينينتي بمدينة رانكاغوا التشيلية.
ورغم القوة الهجومية الكبيرة التي يتميز بها المنتخب الأمريكي، فإن الذكاء التكتيكي للمدرب “الوجدي” محمد وهبي كان العامل الحاسم في تجميد مفاتيح لعب الخصم وشل تحركاته الهجومية، ليجد الأمريكيون أنفسهم أمام جدار دفاعي منظم وعقل مدبر أدار المباراة بثقة ودهاء.
افتتح فؤاد الزهواني التسجيل للمغرب في الدقيقة 31 بعد تمريرة حاسمة من عثمان معما، قبل أن يدرك الأمريكيون التعادل في الوقت بدل الضائع من الشوط الأول (45+6) من ركلة جزاء نفذها كول كامبل بنجاح.
وفي الشوط الثاني، عاد المغرب للتقدم بهدف ثانٍ بالنيران الصديقة بعد أن اصطدمت عرضية زابيري بأحد المدافعين الأمريكيين وسكنت الشباك (66).
وقبل نهاية اللقاء بدقائق، أكد ياسين جسيم التفوق المغربي بهدف ثالث في الدقيقة 87، حاسمًا تأهل “أشبال الأطلس” إلى المربع الذهبي.
عبقرية تكتيكية تشبه كبار المدربين
قراءة وهبي للمباراة كانت دقيقة ومتكاملة؛ فقد درس المنتخب الأمريكي بعمق، وحدد نقاط قوته وضعفه، ليبني خطة لعب متوازنة تقوم على غلق المساحات وامتصاص الضغط، ثم الانطلاق بسرعة خاطفة في الهجمات المرتدة.
ترك الأمريكيين يحتفظون بالكرة، لكنه سحبهم إلى مناطق ميتة حيث لا تهديد فعلي، ثم استغل التحول السريع كسلاح فتاك لترجمة الفرص إلى أهداف.
هذا الأداء التكتيكي جعل وهبي يُذكّر بكبار العقول التدريبية في العالم مثل أريغو ساكي وكابيلو، لما أظهره من تنظيم، وانضباط، وروح جماعية عالية داخل الميدان.
فالمباراة لم تكن فقط فوزًا في النتيجة، بل انتصارًا في الفكر والرؤية، إذ أثبت وهبي أن الفوز لا يكون بالأقوى بدنيًا، بل بالأذكى تكتيكيًا.