Uncategorized

نبيل موح يكتب …مفاجأة 2026؟ هل تتجه رئاسة الحكومة نحو البام أو الحركة الشعبية؟

 

مع اقتراب موعد الانتخابات التشريعية بالمغرب لسنة 2026، يزداد المشهد السياسي الوطني توتّرًا وترقبًا، في ظل مؤشرات واضحة على تراجع شعبية الأحزاب المُشكّلة للحكومة الحالية، وعلى رأسها التجمع الوطني للأحرار، حزب الأصالة والمعاصرة، وحزب الاستقلال. هذه الدينامية فتحت الباب أمام تصويت عقابي واسع النطاق، ما يُرجّح احتمال بروز مفاجآت غير متوقعة، خاصة بخصوص هوية الحزب الذي سيتولى رئاسة الحكومة المقبلة.

الحكومة الحالية وفقدان الثقة الشعبية

شهدت السنوات الأخيرة تآكلًا ملحوظًا في ثقة المواطنين بالحكومة التي يقودها عزيز أخنوش. عوامل مثل (غلاء المعيشة، ضعف التفاعل مع المطالب الاجتماعية، وغياب خطاب سياسي تواصلي فعال) كلها ساهمت في توليد مزاج عام يميل نحو التغيير والمعاقبة الانتخابية.

هذا الوضع أثّر سلبًا ليس فقط على حزب التجمع الوطني للأحرار، بل كذلك على باقي مكونات الأغلبية الحكومية، مثل حزب الاستقلال، الذي رغم محاولاته الإصلاحية، لم يتمكن من امتصاص موجة الغضب الشعبي، بالإضافة إلى حزب الأصالة والمعاصرة الذي يتحمل هو الآخر مسؤولية التدبير الحكومي في قطاعات حساسة.

صعود منتظر للمعارضة… والحركة الشعبية في الواجهة

في هذا السياق، برز حزب الحركة الشعبية كواحد من أبرز أحزاب المعارضة المؤسساتية، خاصة منذ تولي محمد أوزين الأمانة العامة. فقد شهد الحزب خلال السنوات الثلاث الأخيرة دينامية تنظيمية جديدة، تمثلت في:

-إعادة هيكلة هياكله الجهوية والمحلية.

-استقطاب عدد من الكفاءات والبرلمانيين الجدد.

-تموقعه السياسي كمدافع عن القضايا القروية، والهوية الأمازيغية، والعدالة المجالية.

هذا التحول، المدعوم بخطاب سياسي أكثر جرأة، يجعل من الحركة الشعبية منافسًا جادًا، خاصة في ظل ما يبدو أنه فراغ في البدائل السياسية.

الأصالة والمعاصرة… مناورة قد تقوده إلى الصدارة

أما حزب الأصالة والمعاصرة، فرغم كونه جزءًا من الحكومة الحالية، إلا أنه يُبقي على -مسافة خطابية ونقدية- تسمح له بالمناورة. ومن المعروف عن الحزب مرونته في إعادة التموضع السياسي حسب الظروف، إضافة إلى توفره على شبكة تنظيمية قوية ووجوه قيادية لها حضور وازن، مثل فاطمة الزهراء المنصوري والمهدي بنسعيد

سيناريو المفاجأة: رئاسة الحكومة خارج التوقعات

إذا استمرت دينامية التصويت العقابي، ومع تراجع الأحزاب الكبرى في الأداء والحضور الشعبي، يصبح من الممكن جدًا أن تشهد انتخابات 2026 (مفاجأة كبرى)، يُعبّر عنها بتقدم إما:

-الحركة الشعبية، التي تستثمر اليوم في تجديد ذاتها وتوسيع قاعدتها.

-أو الأصالة والمعاصرة: إذا نجح في فك الارتباط الخطابي بالحكومة الحالية وتقديم نفسه كبديل إصلاحي.

المشهد السياسي المغربي يتجه نحو تحولات غير مسبوقة. وإذا ما استمرت المؤشرات الحالية على ما هي عليه، فإننا قد نشهد في 2026 نهاية هيمنة الأحزاب التقليدية في الحكومة الحالية، وصعود أسماء غير متوقعة إلى رئاسة الحكومة.

وبينما يتراجع الأحرار والاستقلال، قد تكون المفاجأة الكبرى في رئاسة الحكومة المقبل: إما من الحركة الشعبية، أو من الأصالة والمعاصرة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى