عدالة

ميسي البيضاء: الطفل لص الدراجات و التروتينيت يثير جدلاً واسعا بعد إطلاق سراحه بسبب “عدم بلوغه سن التمييز”

حدث بريس : الدار البيضاء

 

أثار قرار مصالح الأمن بمنطقة البرنوصي في الدار البيضاء بإطلاق سراح طفل يبلغ من العمر عشر سنوات، وُصف بأنه “أصغر لص في المغرب”، تفاعلات واسعة في الأوساط الاجتماعية والإعلامية. الطفل، الذي أطلق عليه بعض سكان الحي لقب “ميسي البيضاء” بسبب خفته وسرعته في تنفيذ السرقات، يُشتبه في تورطه في سرقة أكثر من 30 دراجة هوائية و”تروتينيت” من شوارع وأزقة المنطقة.

ووفقًا لمصادر أمنية، تم توقيف الطفل بعد رصد كاميرات المراقبة له في مواقع مختلفة، غير أن النيابة العامة أمرت بإطلاق سراحه فورًا، استنادًا إلى مقتضيات القانون الجنائي التي تُقرّ بعدم مسؤولية من لم يبلغ سن التمييز الجزائي (12 سنة) عن أفعاله. وقد تم تسليم الطفل لوالدته بعد توقيعها على التزام رسمي بعدم تكرار ابنها لأفعاله.

الحادثة أثارت نقاشًا واسعًا بين مؤيدين للقرار باعتباره تطبيقًا صارمًا للقانون ومراعاةً لسنّ الطفل، وبين منتقدين يرون أن إطلاق سراحه دون متابعة تربوية أو اجتماعية قد يشجعه على الاستمرار في سلوكيات منحرفة لاحقًا.

ويُعيد هذا الملف إلى الواجهة تساؤلات حول دور الأسرة والمدرسة ومؤسسات حماية الطفولة في الوقاية من الانحراف المبكر، خصوصًا في الأحياء الهامشية التي تعرف هشاشة اجتماعية واقتصادية. كما يطرح النقاش حول مدى كفاية القوانين الحالية في التعامل مع حالات القاصرين الذين يتورطون في أفعال متكررة، حتى وإن لم يبلغوا سنّ المسؤولية الجنائية.

ويرى مختصون في علم الاجتماع أن ما يسمى بـ”ميسي البيضاء” ليس مجرد قصة لصّ صغير، بل مؤشر على أزمة تربوية واجتماعية تتطلب معالجة متكاملة تشمل التوجيه الأسري، والدعم النفسي، وإعادة إدماج الأطفال في مسارات تعليمية أو رياضية قادرة على توجيه طاقتهم في اتجاه إيجابي.

خلاصة:

القانون أنقذ الطفل من العقوبة، لكن المجتمع يطالب بإنقاذه من مصير قد يكون أخطر من السجن — إن تُرك دون توجيه أو احتضان حقيقي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى