مجتمع

في الذكرى الخمسين للمسيرة الخضراء… المغاربة يجددون العهد على الوحدة والبناء.خمسون سنة من المسيرة: من نداء الحسن الثاني إلى نهضة محمد السادس.

محمد المرابطي

 

يخلّد المغاربة، اليوم، الذكرى الخمسين للمسيرة الخضراء المظفّرة، في لحظة وطنية تستحضر واحدة من أعظم ملاحم القرن العشرين، حين خرج 350 ألف مغربي ومغربية سنة 1975 تلبية لنداء الراحل الملك الحسن الثاني، في مسيرة سلمية أعادت وصل الأقاليم الجنوبية بالوطن الأم.
لم تكن المسيرة حدثًا سياسيًا عابرًا، بل تحوّلت إلى مشروع وطني مستمرّ، يجمع بين شرعية التاريخ ووحدة الأرض من جهة، ومسيرة التنمية والازدهار من جهة أخرى.

منذ استرجاع الأقاليم الجنوبية، واصل المغرب بقيادة ملوكه تنفيذ رؤية متكاملة لتثبيت الارتباط بين الشمال والجنوب، من خلال استثمارات استراتيجية في البنية التحتية، والتعليم، والصيد البحري، والطاقات المتجددة.
وفي سنة 2015، أطلق الملك محمد السادس نصره الله النموذج التنموي الجديد للأقاليم الجنوبية، الذي جعل من الصحراء المغربية محورًا اقتصاديًا إفريقيًا وأطلسيًا، يعزّز مكانة المملكة في محيطها الإقليمي والدولي.

من ميناء الداخلة الأطلسي العملاق إلى محطات الطاقة الريحية والشمسية في العيون وبوجدور، ومن الطرق السريعة والمناطق الصناعية الحديثة إلى مشاريع تشجيع الاستثمار المحلي، تتواصل مسيرة البناء التي حولت الصحراء المغربية إلى نموذج للتنمية المستدامة في القارة الإفريقية.

تأتي هذه الذكرى في سياق دولي مميز، حيث جدّد مجلس الأمن الدولي، في قراره الأخير، تأكيده على أولوية المقترح المغربي للحكم الذاتي باعتباره الحل الواقعي الوحيد للنزاع المفتعل حول الصحراء المغربية، وهو ما يشكّل تتويجًا لخمسين سنة من العمل الدبلوماسي الرصين.

بعد نصف قرن من انطلاقتها، تبقى المسيرة الخضراء أكثر من مجرد ذكرى؛ إنها رمز متجدّد لوحدة الأمة واستمرار روح الوطنية المغربية.
ومع قيادة جلالة الملك محمد السادس، تتواصل هذه المسيرة في بعدها التنموي، لتجعل من الصحراء المغربية قاطرةً للتنمية والريادة الإقليمية، وجسرًا نحو إفريقيا والمحيط الأطلسي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى