فضمي تترأس وفداً من سطات إلى بركان لاستلهام تجربة شركات التنمية المحلية

تقوم رئيسة المجلس الجماعي لسطات عن الفريق الاستقلالي السيدة نادية فضمي رفقة رئيس قسم الجماعات الترابية بالعمالة، بزيارة عمل استكشافية ميدانية بحر هذا الاسبوع إلى حاضرة بركان ، للتعرف على التجربة النموذجية التنموية الرائدة هناك ، وخاصة مايتعلق بآليات عمل شركات التنمية المحلية بالمدينة، وفق تعليمات المسؤول الترابي لعمالة اقليم سطات السيد محمد علي حبوها، الذي مافتئ _منذ ان حظي بالثقة المولوية السامية_ يولي اهتماما بالغا لرعايا جلالة الملك الأوفياء والانصات إليهم ولانشغالاتهم أملا في تحقيق التنمية المنشودة والقطع مع العشوائية والإعمال بمبدأ ربط المسؤولية بالمحاسية.
وتهدف هذه الزيارة الميدانية لعاصمة البرتقال إلى تحقيق عدة أهداف استراتيجية في خطوة استباقية تروم القطع مع العشوائية وتبني افكار جديدة تسعى توحيد الجهود وتبادل الرؤى والخبرات و استلهام النماذج الناجحة في تدبير الشأن المحلي.حيث تعكس هذه المبادرة المواطنة روح التعاون والتشاور والإنصات المتبادل والتفاهم بين جميع الفاعلين الاقتصادين والاجتماعيين والمنتخبين والشركاء والمتدخلين وبين المؤسسات المعنية والجماعات الترابية وشركات التنمية المحلية، بغية نقل المعرفة والتجارب المتميزة بين الأقاليم، خاصة في مجال الحكامة الرقمية، الابتكار الصناعي المحلي، استخدام التكنولوجيا الحديثة ك”الدرون” في التعمير، وتدبير الخدمات الاجتماعية الحيوية كالنقل التربوي، وذلك ترسيخا لثقافة الاعتراف والتضامن والعمل المشترك المسؤول.
وخلال هذه الزيارة قام الوفد بزيارة لشركة
“مرافق بركان”، حيث قدم مسؤولو الشركة عرضاً مفصلاً تضمن فيديو توضيحياً شاملاً لمجالات تدخل الشركة المتنوعة وطريقة عملها ونجاعتها في تحسين جودة الخدمات العمومية بالإقليم، كما تابع الوفد جولته إلى شركات التنمية المحلية، إذ استعرض مسؤولو شركة “مجال بركان” كذلك جانباً مهماً من الأدوات التقنية والاليات الحديثة التي تعتمدها، وتحديداً استخدام تقنية الدرون في مجال التعمير. وهو ما يُسهم في تسريع وتيرة العمليات التخطيطية، وتحسين جودة البيانات ، ورفع كفاءة تدبير المجال الحضري والقروي بالإقليم.
واختتمت السيدة نادية فضمي رئيسة المجلس الجماعي لسطات ومرافقيها لشركات التنمية المحلية بجولة تفقدية لشركة “حركية بركان”. ومن أبرز ما شد انتباه الوفد ، تقديم نموذج أولي لجهاز محلي الصنع، وهو جهاز مبتكر للاستخلاص داخل حافلات النقل الحضري. يعكس هذا الابتكار الإمكانات الكبيرة للكفاءات المحلية في مجال التكنولوجيا والرقمنة والذكاء الاصطناعي، حيث يُبشر بتعزيز شفافية وفعالية جمع الإيرادات في قطاع النقل. و قدم مسؤولو شركة “حركية بركان” شروحات وافية للوفد بخصوص كل ما يتعلق بالشركة من حيث الخدمات، وطرق واستراتيجيات العمل، والتقنيات المعتمدة.
وفي سياق متصل ، انتقل الوفد السطاتي إلى مقر المجلس الإقليمي لبركان، والذي كان في استقبالهم على الخصوص السيد رئيس المجلس وأعضائه. حيث تم التركيز في هذا اللقاء التواصلي على الصلاحيات الواسعة التي يتمتع بها المجلس الإقليمي لبركان في التخطيط التنموي على مستوى الجهة، وكيفية ترجمة هذه الصلاحيات إلى مشاريع ملموسة، كما تم خلال هذا اللقاء التواصلي استعراض نموذج عمل الجمعية الإقليمية لتعميم وتطوير التعليم ببركان في مجال النقل التربوي. كما قدم المسؤولون للضيوف الكرام شروحات حول كيفية مساهمة المجلس الإقليمي في دعم هذه الجمعية لتوفير خدمة النقل المدرسي، وأهمية ذلك في محاربة الهدر المدرسي وضمان تكافؤ الفرص التعليمية، خاصة للتلاميذ القاطنين بالمناطق النائية. وتُبرز هذه التجربة دور المجالس الإقليمية في دعم المبادرات الاجتماعية والتربوية الهادفة وتخليق الحياة العامة، ناهيك عن أدوار اخرى يقوم بها المجلس الإقليمي منها اتاحة فرص الشغل و جلب الاستثمارات والمستثمرين والمشاريع المهيكلة، وذلك بهدف تطوير الاقتصاد الاجتماعي وتشجيع المقولات ومد جسور التواصل التضامني والانساني بين المجالس الإقليمية بالمملكة .
والسؤال المطروح لدى الرأي العام، هل يشكل هذا النموذج لشركات التنمية المحلية ببركان تحولا عميقا في فلسفة التغيير والتدبير المحلي بنفس روح الابتكار والتجديد والطموح والالتزام و العمل بجدية وانضباط ومسؤولية مُواطِنَة ؟ وهل هذه الحلول المبتكرة قابلة للتطبيق هنا بعاصمة الشاوية؟ وهل ستلامس واقع التنمية لدى المواطنين السطاتيين على اعتبار اختلاف عقليات المنتخبين على مستوى تدبير وتسيير الشان المحلي بالمنطقة، ناهيك عن التنوع البيئي والطبيعي والثقافي والجغرافي ، بالاضافة الى التنوع العمراني والنمو الديمغرافي ومستويات العيش ومختلفات اخرى قد تميز الفرق بين الأقاليم وخصوصياتها بالممملكة ؟. وماذا عن كيفية بناء علاقات تعاون وشراكات مستقبلية بين المؤسسات الترابية والشركات التنموية في كلا الإقليميين؟ اسئلة من بين أخرى تبقى عالقة واحيانا حارقة ومشروعة إلى أن تجد لها الجهات المسؤولة حلولا معقولة في أقرب الآجال الى ان تتخذ طريقها نحو التنمية المستدامة والعيش الكريم، كما دعا اليها ملك البلاد حفظه الله في عدد من خطبه السامية إلى عدم اقحام القطاع الاجتماعي في الإطار السياسي وإبعاده عن المزايدات السياسية، وهو مايعد مدخلا اساسيا في التنمية المحلية المنشودة.