Uncategorizedوجهات نظر
عين الحوت تكتب: التشبيب ليس عقوقاً سياسياً

أنا أستمع إلى حوار السيد الأمين العام محمد أوزين، توقفت طويلاً عندما تحدث عن “صراع الأجيال” و ” جيوب المقاومة” داخل الحزب.
محمد أوزين، بخروجه الإعلامي الأخير، لم يخفِ رغبته في فرض تصور جديد للحزب، حيث الشباب جزء من القرار لا فقط من الزينة التنظيمية، وحيث الهياكل تعلو على الأفراد.
الواقع أن الانتقال من مرحلة “شيخوخة القرار” إلى “شبابية الفعل” ليست مسألة تقنية، بل هي إنتقال ثقافي، سياسي، وأخلاقي، يحتاج إلى توازن دقيق بين الوفاء للتجربة الماضية، والجرأة في التأسيس للمستقبل لكن حين تتحول الأقدمية إلى مبرر للهيمنة، يبرز صراع بين منطق يريد القطيعة مع الماضي وبناء حزب مؤسساتي حديث يتسع للجميع، ومنطق آخر يجد نفسه متمسكاً بتجربة دامت لسنوات، عنوانها التوازنات والولاءات. منطق يعتبر الحزب مجالاً مغلقاً محفوظاً لنخبة بعينها.
التشبيب ليس عقوقاً سياسياً فجيل الأمس عليه ان يصبح مرجعاً لا مقرراً و جيل اليوم من حقه أن يقرر لا أن يبقى تحت الوصاية . السؤال الأخلاقي والسياسي الأكبر الذي يجب أن يُطرح اليوم ليس فقط من سيقود؟ السؤال الحقيقي هو :نحن كشباب هل سوف نستعمل كوقود لهذا الصراع كما لو كنا “أطفال الحروب”؟ أم أننا سنُعامل كشركاء حقيقيين في إعادة البناء؟ شركاء فعليين في التغيير؟
نطرح هذا السؤال .لا من باب التشكيك، ولكن من باب اليقظة السياسية. لم تعد تفصلنا عن الانتخابات القادمة مدة طويلة، بل صارت تلوح في الأفق، وهذا هو المحك الحقيقي.إذا كنتم جادين في قطيعة مع ممارسات الماضي، فابدؤوا من اليوم بإشراك الشباب في قلب الاستعدادات الانتخابية، لا في هوامشها. أشركوهم في اللجن التي تُعِد للاستحقاقات، قوموا بإشراكهم في الاستقطابات التي تُجرى في مناطقهم، وفي اختيار الأسماء، وفي المشاورات المحلية. دعونا نعرف على أي أساس تُوزَّع التزكيات، وما هي المعايير التي تُعتمد.
لا تُخفوا الأمر كأنه سر عسكري.من لم يشرك الشباب في هذه الانتخابات القادمة، فليتوقف عن الحديث عن التغيير. وليصمت أمام شعار التشبيب، لأنه ببساطة لا يؤمن به.لا نريد فقط أن نُستدعى حين تُطبع المنشورات أو تُوزّع البرامج، بل نريد أن نكون حاضرين حين تُبنى التوجهات وتُوزع المسؤوليات. نريد أن نكون شركاء فعليين، لا مجرد جمهور على الهامش.
دعمنا للسيد الأمين العام في معركة التغيير لا نقاش فيه ، لكننا أيضاً نحتاج أن نُمنح المساحة، والثقة، والدور الحقيقي. لا نريد أن نُستعمل في المعارك، ثم يُقال لنا لاحقاً “شكراً على الخدمة”، ونعود للظل.
عين الحوت للة أمينة