سلا: بوبكر الفقيه التطواني “النخبة المغربية في زمن التغيير: من صناعة القرار إلى أزمة التأثير”

حدث بريس- متابعة
بقدر ما تشتد الحاجة إلى التغيير، بقدر ما تتجه الأنظار نحو النخبة. فهي المرآة التي تنعكس فيها صورة التحولات، والعقل الجماعي الذي يُنتظر منه أن يستشرف، لا أن يستهلك؛ أن يُبادر، لا أن يُتابع. غير أن سؤال النخبة في السياق المغربي اليوم، لم يعد سؤال وظيفة فقط، بل أصبح سؤالًا بنيويًا يلامس الشرعية والمشروعية معًا، ويتقاطع مع أزمة الثقة، وأفول الرمزية، وتعثر التأثير.
في حضرة هذا السؤال الكبير، ياتي تنظيم ندوة مؤسسة الفقيه التطواني حول موضوع”النخبة المغربية في زمن التغيير: من صناعة القرار إلى أزمة التأثير”.
نلتقي – يقول رئيس المؤسسة بوبكر التطواني فس كلمة تقديمية – لأننا نؤمن أن تفكيك إشكالية النخبة ليس تمرينًا نظريًا أو ترفًا فكريًا، بل ضرورة وطنية، لفهم تموضعاتها الجديدة، ورصد أعطابها البنيوية، ومساءلة أدوارها في لحظة فارقة من تحولات الدولة والمجتمع.
وقد اخترنا جميعا أن نفتح هذه الندوة من زوايا خمس في النقاش، لأن كل زاوية منها تضيء جانبًا من ملامح هذا الانحباس، وتكشف عما آل إليه الفعل النخبوي في واجهات مختلفة من المجال العمومي المغربي.
نبدأ من النخبة الحقوقية، مع الأستاذة جميلة السيوري، التي تضعنا أمام مفارقة عميقة: كيف تتحرك النخبة داخل خطاب إصلاحي يرفع سقف المطالب، بينما تصطدم يوميًا بارتباكات بنيوية تعرقل التمكين؟ سؤال التأطير الحقوقي في زمن التردد المؤسساتي هو سؤال معلق بين القانون والواقع، بين المبادئ والممكن.
ثم ننتقل إلى الخبير والمؤثر، مع الأستاذ سعيد بنكراد، حيث تدخل السيميائيات لفك شفرة الحضور النخبوي في الزمن الرقمي: من ينتج المعنى؟ ومن يحتكره؟ هل ما زال الخبير قادرًا على التأثير؟ أم أن من يملك الصورة هو من يصوغ الخيال العمومي؟ إنها مواجهة بين عمق المعرفة وسطحية التلقي.
أما الأستاذ عبد الرحيم العطري، فيعيد تركيب صورة النخبة من الداخل، من خلال تحليل آليات ومسارات التنخيب، متسائلًا عن الكيفيات التي تنتج بها النخبة في المغرب: هل نحن أمام نخبة حقيقية أم أمام نخب مصطنعة؟ وما هي مآلات هذا “التنخيب” في ظل انسداد قنوات الترقّي والتداول النخبوي؟
ونصل إلى النخبة الحزبية، مع الأستاذ محمد شقير، التي تقف اليوم في قلب العاصفة، بين عقم تنظيري أفقدها قدرتها على إبداع الأفكار، وغياب آليات التأطير الاستباقي الذي جعلها تلهث خلف الأحداث بدل أن تسبقها. إنها نخبة تعاني من “فقدان المبادرة” في زمن تسارعت فيه الأسئلة وتعددت فيه الجبهات.
وأخيرًا، نختم مع الأستاذ أحمد عصيد، الذي يعيد مساءلة النخبة الثقافية، تلك التي كانت بالأمس ضمير الأمة وصوتها النقدي، فإذا بها اليوم تصارع سؤال الحضور وسط موجات التبخيس والعزوف، وتكافح لاستعادة دورها في إنتاج المعنى وإيقاظ الوعي.
إن النخبة ليست ترفًا ذهنيًا، بل هي ضرورة تاريخية، ومعيار تقدم المجتمعات. وما هذه الندوة إلا مساهمة متواضعة في إعادة فتح النقاش حول المصير النخبوي المغربي، لا لنجلد الذات، بل لنوقظ الأسئلة، وننصت بعمق لمفكرين ومفكرات يحملون صدق القلق وجرأة التحليل.
حضرت مرتين الندوات لاحظت بأنها تبدأ متأخرة بعض الشيء.لايوزع البرنامج ولا التوقيت لايفتح نقاش للحاضرين.عدم حضور المواطن العادي الذي يصنع الخريطة السياسية.من توعيته.اتمنى ان تؤخذ بعض ملاحظاتي بالاهتمام.احضر من الدار البيضاء ولا استطيع انهاء الندوة لان السفر يتعذر ليلا