سفينة “مادلين” تقترب من غزة وسط ترقب دولي وتحذيرات من اعتراضها

حدث بريس/ وكالات
تشهد مياه البحر المتوسط تطورًا جديدًا في جهود كسر الحصار المفروض على قطاع غزة، مع اقتراب سفينة “مادلين”، التابعة لتحالف “أسطول الحرية”، من السواحل المصرية، في طريقها نحو القطاع الفلسطيني المحاصر.
السفينة، التي انطلقت من صقلية قبل أيام، تحمل مساعدات إنسانية وعلى متنها 12 ناشطًا من جنسيات مختلفة، بينهم نواب أوروبيون وشخصيات حقوقية. وبحسب الناشطة الألمانية ياسمين أكار، فإن السفينة تبحر الآن قبالة سواحل الإسكندرية، على بعد أقل من 300 ميل بحري من غزة، متوقعة وصولها إلى مشارف المياه الإقليمية للقطاع بحلول مساء الأحد.
تحليق طائرات مسيّرة ومخاوف من اعتراض
خلال رحلتها، رصد طاقم السفينة عدة طائرات مسيرة تحلق فوقها، يُعتقد أن بعضها تابع لخفر السواحل اليوناني ووكالة “فرونتكس” الأوروبية، في خطوة فسّرها النشطاء على أنها محاولة “ترهيب ومراقبة”.
رغم ذلك، تؤكد أكار أن الطاقم مدرك للعواقب المحتملة، مضيفة: “إذا هاجمتنا إسرائيل، فستكون تلك جريمة حرب أخرى. كنا نعلم منذ البداية أننا نواجه مخاطرة حقيقية”.
رسالة تحدٍ وتضامن
في بيان أصدرته “اللجنة الدولية لكسر الحصار عن غزة” من لندن، وُصف اقتراب السفينة من شواطئ غزة بأنه “تحدٍ شجاع” لسياسات الحصار، ورسالة تضامن من شعوب العالم مع المدنيين المحاصرين.
وأكدت اللجنة أن السفينة ترفع علم المملكة المتحدة، وأن أي اعتراض لها سيُعد خرقًا للقانون الدولي الإنساني، مشيرة إلى أن هناك تواصلا دائمًا مع منظمات حقوقية دولية لضمان سلامة النشطاء.
دعم أوروبي وموقف حقوقي واضح
ومن على متن السفينة، وجهت النائبة في البرلمان الأوروبي ريما حسن نداءً للحكومات الأوروبية لضمان “ممر آمن” للسفينة، كاشفة أن أكثر من 200 برلماني أوروبي وقعوا رسالة تطالب إسرائيل بالسماح بوصول القافلة ودخول مساعداتها فورًا.
بدورها، اعتبرت منظمة العفو الدولية أن الرحلة تشكل “مبادرة تضامنية مهمة”، مؤكدة أنه “لا يوجد أي مبرر قانوني أو أخلاقي” لمنع دخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع الذي يعاني من “واحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية في العالم”، وفق تعبير المنظمة.
حراك شعبي موازٍ من القاهرة
بالتوازي، تُجري مبادرة “المسيرة العالمية إلى غزة” استعداداتها لتنظيم تجمع في القاهرة يوم 12 يونيو، يليه تحرك نحو معبر رفح، بمشاركة أكثر من 2700 شخص من 50 دولة. ومن المقرر أن يقيم المشاركون مخيمًا بالقرب من الحدود، في خطوة رمزية لدعم مطالب كسر الحصار.
واقع إنساني مأساوي وضغوط دولية متصاعدة
في خلفية هذا الحراك، تقف معاناة أكثر من مليوني فلسطيني في قطاع غزة، وسط تقارير أممية متكررة عن تفشي المجاعة وتدهور الوضع الإنساني بشكل غير مسبوق، نتيجة القيود الإسرائيلية على دخول المساعدات وغياب ممرات إنسانية آمنة.
وبينما يتصاعد الضغط الدولي لوقف الحرب ورفع الحصار، يبقى مصير السفينة “مادلين” محط أنظار العالم، في اختبار جديد لمصداقية القانون الدولي وفعالية التضامن الإنساني العابر للحدود.