
كريم بوزاليم
بينما تتجه الأنظار إلى مدينة أكادير استعدادًا لاحتضان نهائيات كأس إفريقيا للأمم 2025، يبرز اسم سعيد أمزازي، والي جهة سوس ماسة، كأحد أبرز الوجوه الإدارية التي بصمت المشهد التنموي بالجهة بأسلوب جديد في التدبير، يقوم على الحضور الميداني والمتابعة الدقيقة للأوراش الكبرى بعيدًا عن منطق التسيير التقليدي خلف المكاتب.
والي ينزل إلى الميدان
منذ توليه مهمة والي الجهة، حرص أمزازي على نهج أسلوب عمل عملي وميداني، تجسد في زيارات متكررة لمختلف المشاريع الكبرى التي تعرفها أكادير، حيث أضحت الجولات التفقدية اليومية جزءًا من رؤيته في تدبير التنمية، إيمانًا منه بأن «التحول الحقيقي يصنع في الميدان لا في التقارير».
ومن أبرز الأوراش التي يشرف عليها بشكل مباشر، مشروع **الحافلات ذات الخدمة العالية “أمال واي، وبرامج تهيئة أحياء سفوح الجبال، وإعادة تأهيل المحطة الطرقية إلى جانب مشاريع تهيئة محيط ملعب أدرار وغيرها من المبادرات التي تُعيد رسم ملامح المدينة.
أمال واي”.. مشروع يربط المدينة برؤية حضرية عصرية
في إطار تتبع تقدم أشغال مشروع “أمال واي”، قام الوالي أمزازي منتصف أكتوبر الجاري بزيارة ميدانية لعدد من أقطاب التبادل الحضري، من بينها الميناء، وادي الطيور، سوق الأحد، والإدريسي، حيث وقف على تجهيز المرافق الضرورية كالأكشاك والمراحيض العمومية ومراكز الأمن والواقيات الشمسية.
ويُعد هذا المشروع أحد أبرز محاور التحول الحضري الذي تعرفه أكادير، إذ يروم تحسين جودة النقل العمومي وتعزيز جاذبية المدينة كوجهة عصرية ومستدامة، خاصة مع اقتراب الموعد القاري الكبير.
العدالة المجالية في صلب التنمية
لم تقتصر دينامية أمزازي على المشاريع المركزية، بل امتدت إلى المناطق الهامشية، حيث زار أحياء أحلاكا، إيمونسيس، إغيل أوضرضور، آيت تاوكت وآيت المودن، ضمن برنامج تهيئة سفوح الجبال استعدادًا لكأس إفريقيا للأمم.
وتشمل هذه الأشغال عمليات تشجير وتغطية نباتية وتهيئة المسارات وإنجاز مرافق عمومية وملاعب للقرب، باستثمار يفوق 15 مليون درهم، في إطار مقاربة تنموية عادلة تُعيد التوازن بين مختلف مكونات المدينة.
المحطة الطرقية.. معلمة حضرية جديدة
في سياق مواكبة المشاريع الحضرية، وقف الوالي يوم 16 أكتوبر على آخر مراحل تأهيل المحطة الطرقية الجديدة التي ستمنح أكادير واجهة حضرية عصرية، تضم 40 رصيفًا و14 شباك تذاكر وفضاءات تجارية وإدارية مجهزة بأحدث التقنيات لتأمين راحة المسافرين وجودة الخدمات.
قيادة ميدانية بثقافة القرب
من خلال تتبع مسار عمله، يتضح أن سعيد أمزازي يكرّس نموذجًا جديدًا في الإدارة الترابية، قوامه القرب من المواطن، الصرامة في التنفيذ، والتفاعل السريع مع فرق العمل
ويستفيد الوالي من تجربته الأكاديمية والإدارية في بلورة رؤية تنموية منسجمة مع الورش الملكي الكبير لتأهيل أكادير، حيث يجمع بين التخطيط العلمي والقيادة الميدانية الهادئة والحازمة.
أكادير نحو مرحلة جديدة من التحول
اليوم، تدخل أكادير مرحلة مفصلية في مسارها التنموي، بفضل تكامل الجهود بين الرؤية الملكية الاستشرافية والإشراف الميداني الفعّال من طرف السلطات المحلية.
ومع اقتراب احتضان المدينة لمنافسات كأس إفريقيا للأمم، تبدو أكادير أكثر استعدادًا لتقديم نفسها كـنموذج حضري متوازن وقاطرة تنموية لجنوب المملكة، بقيادة إدارية تعطي الأولوية للفعل الميداني والنتائج الملموسة.