مجتمع

سر حرص بعض حكومات المغرب على ترسيخ التفاهة وإهمال العقول والسماح بهجرتها ، إيدر مطيع في مقابل المالكي وطوطو نموذجا

بقلم: حسن الخباز

 

بعد النجاح الكبير والدعم الذي لقيه الطفل المغربي إيدر مطيع بالخارج ، اصبح سؤال هجرة العقول المغربية مطروحا بحدة مؤخرا . خاصة بعد انتشار التفاهة بشكل مهول ، وفوز إلياس المالكي بجائزة افضل مؤثر .

ليس المالكي وحده من يلقى الدعم كل الدعم إنما هناك كثير مثله ، لا يقدمون محتوى مفيدا ، بل كل محتواهم كلمات ساقطة ونابية يستحي المرء من سماعها بينه وبين نفسه ، فبالاحرى سماعها امام الآخر ، وخاصة والديه وأفراد عائلته …

حين سطع نجح الموهبة الصغير إيدر مطيع ، توقع المغاربة ان تستفيد الحكومة من موهبته وذكائه الحاد على صغر سنه ، لكن العكس هو الذي حصل ، فاستغلته دولة اجنبية وهاهو يترعرع في أحضانها ليصبح مجما كبيرا في عالم البرمجة والذكاء الإصطناعي …

حين برز نجم إيدر ، المتحذر من مدينة تزنيت ، سخر منه البعض ومن لهجته السوسية وجعلوا منه اضحوكة ، مع انه مثال نادر للذكاء والإبداع الخارق ، ولو لم يهاجر لما طور موهبته في بلده في ظل السخرية وتتفيه مجهوداته الجبارة …

لقد توج قبل عام في قلب بريطانيا كنابغة فريد من نوعه ، واحتفى به إعلام المملكة المتحدة ونال شهادة التميز من الجامعة البريطانية المرموقة “شيفيلد”، حيث يتابع دراسته الجامعية في سنتها الثالثة بتخصص علوم الكمبيوتر ، كما حصل على منحة دراسية…

وقد سبق للجامعة التي احتضنت موهبته ويتعلق الامر بمؤسسة “لندن أكاديمي “نحن فخورون للغاية بالاحتفال بنجاح طالبنا السابق، إيدر مطيع، الذي يستمر تألقه ورحلته الأكاديمية غير العادية في إلهامنا جميعًا”.

واضافت الجامعة البريطانية ان هذه مجرد بداية لهذا العبقري المغربي الصغير و الذي أطفأ للتو شمعته الثامنة عشرة ، واكدت انها تتوقع منه إنجازات أكبر في المستقبل القريب …

هذه مجرد لمحة بسيطة عن النجاح المنقطع النظير للموهبة الفذة إيدر مطيع ، ومع ذلك سمحت فيه بلاده وقدمته على طبق من ذهب للأجانب ليستفيدوا من عبقريته ، في الوقت الذي ترسخ فيه التفاهة وتدعمها كل الدعم .

ولدينا الكثير من النماذج في هذا الباب ولن نعدم الامثلة بهذا الخصوص ، فطوطو والمالكي والبيگ ووباقي مؤثري الورق كالسبيتي والشكح وإحساس وآخرون كثيرون يعيثون في الارض فسادا دون رادع ولا مانع …

لماذا تصر اغلب حكوماتنا على ترسيخ التفاهة وإفساد الذوق العام ، لماذا تبقي على السخافة وتشجعها عبر كل الطرق ومنها على سبيل المثال لا الحصر استقبالها بحفاوة في الإعلام العمومي في الوقت الذي تحارب فيه المواهب والادمغة التي ستفيدنا في الحاضر والمستقبل …

لماذا تتعمد بعض الحكومات المغربية خاصة والعربية على وجه العموم تتفيه عقولها الفذة وتشجيع كل ما يستغبي عقول شعوبها ، لماذا تحارب اسباب تقدمها وتتمسك بقوة بكل يعيدها قرونا للوراء …

يبدو ان هذه سياسة ممنهجة مفروضة من فوق على الحكومات العربية لتبقى شعوبها متاخرة وبحاجة دائمة للدول المتقدمة ولا يمكنها الاستغناء عنها وعن خدماتها حتى تظل العبد المطيع الذي لا يعصي الاوامر …

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى