مجتمع

خنيفرة تحتفي بالذكرى 26 لعيد العرش بمشاريع اجتماعية وتنموية رائدة لفائدة المرأة القروية والفئات الهشة

متابعة : خالد علواني

 

بمناسبة الذكرى السادسة والعشرين لعيد العرش المجيد، عاشت عمالة إقليم خنيفرة على وقع احتفالات متميزة ومبادرات تنموية نوعية، أكدت مجددًا التزام السلطات المحلية بتجسيد توجيهات صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، خاصة في ما يتصل بتقليص الفوارق المجالية والاجتماعية والنهوض بأوضاع الفئات الهشة، ودعم مسارات التمكين الاقتصادي والاجتماعي للمواطنين، لاسيما بالعالم القروي.

في هذا السياق، وضمن برنامج غني بالمشاريع ذات الطابع الاجتماعي والإنساني، أشرف السيد محمد عادل إهوران، عامل إقليم خنيفرة، على تدشين المركز الاجتماعي للتأهيل والإدماج الاقتصادي للنساء العاملات في مجال نسج الزرابي بجماعة سيدي لمين. ويعد هذا المركز، الذي تم إنجازه في إطار البرنامج الثاني من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، وتحديدًا محور “التمكين الاقتصادي والاجتماعي للنساء القرويات”، محطة مفصلية في مسار النهوض بوضعية المرأة القروية بالإقليم.

وقد بلغت الكلفة الإجمالية للمشروع حوالي 2,8 مليون درهم، ساهمت اللجنة الإقليمية للتنمية البشرية بمبلغ 600 ألف درهم في تجهيزه، بهدف إحداث فضاء متكامل لتكوين وتأهيل النساء والفتيات في مجال النسيج التقليدي، وتمكينهن من ولوج سوق الشغل وخلق أنشطة مدرة للدخل، إضافة إلى تمكينهن من خدمات محو الأمية في إطار مقاربة شمولية للإدماج السوسيو-اقتصادي. ويشكل هذا المشروع نموذجا حقيقيا لتقاطع الرؤية الملكية السامية مع الدينامية المحلية، في سبيل تحقيق تنمية عادلة ومنصفة، تعيد الاعتبار للمرأة في العالم القروي وتعزز استقلالها الاقتصادي وتفتح أمامها آفاقًا جديدة للحياة الكريمة.

وفي مشهد آخر من مشاهد العطاء والحرص على النهوض بالخدمات الأساسية، أشرف السيد العامل على تسليم أربع سيارات إسعاف لفائدة عدد من الجماعات الترابية والمندوبية الإقليمية للصحة والحماية الاجتماعية. وقد شمل هذا الدعم سيارتين إسعاف رباعيتي الدفع موجهتين لكل من جماعتي البرج وسيدي عمرو، في إطار البرنامج الرابع لمحور “دعم صحة وتغذية الأم والطفل”، إضافة إلى سيارتين كبيرتي الحجم لفائدة جماعة مريرت والمندوبية الإقليمية، وذلك ضمن البرنامج الثاني من المبادرة الوطنية.

وتهدف هذه الخطوة إلى تعزيز منظومة الصحة الجماعاتية، خاصة بالعالم القروي، عبر تسهيل الولوج إلى الخدمات الصحية الأساسية، لاسيما لفائدة النساء الحوامل والمرضى القاطنين بالمناطق النائية، والحد من مظاهر الإقصاء الصحي والتمييز المجالي، فضلا عن إرساء عدالة صحية تستجيب لتطلعات الساكنة، وتسهم في تحسين مؤشرات التنمية البشرية على مستوى الإقليم.

وفي إطار تعزيز المقاربة الشاملة في دعم الفئات الهشة، لم يغفل برنامج الاحتفالات هذه السنة فئة الأشخاص في وضعية إعاقة، حيث تم تسليم حافلة مخصصة لنقل الأشخاص ذوي اضطراب التوحد لفائدة جمعية “رفيق لذوي اضطراب التوحد”، بتكلفة بلغت 400.000 درهم، وذلك قصد تمكين هذه الفئة من ظروف تنقل آمنة ومناسبة، وضمان ولوجهم إلى مراكز العلاج والتأهيل والإدماج، وكذا تعزيز التوعية المجتمعية بأهمية إدماج هذه الفئة في نسيج المجتمع وضمان حقوقها كاملة.

وقد لقيت هذه المبادرة استحسانا كبيرا من طرف جمعية رفيق، التي تترأسها الفاعلة الجمعوية نهيلة دودو، والتي عبرت عن عميق امتنانها وامتنان كافة الأسر المعنية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، وكذا لعامل الإقليم على دعمه المتواصل لهذه الفئة وحرصه الدائم على إشراك المجتمع المدني في تنزيل مشاريع اجتماعية ذات أثر ملموس.

إن احتفالات خنيفرة بعيد العرش لهذه السنة، لم تكن فقط مناسبة للاحتفاء بحدث وطني عزيز، بل شكلت مناسبة حقيقية لترجمة إرادة التنمية والعدالة الاجتماعية، عبر مشاريع واقعية وملموسة، تستهدف بناء مجتمع مندمج، متماسك ومتضامن. وقد جسدت هذه الأوراش بجلاء عمق العلاقة بين العرش والشعب، وحجم الرهانات التنموية التي ترفعها السلطات المحلية بمعية كل الفاعلين، تكريسا لمغرب متقدم لا يترك أحدًا خلف الركب.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى