وجهات نظر

حين يترافع هدا الجسم الصحفي عن الجميع… ولا يستطيع الترافع. ….عن نفسه

محمد مشاوري…..يكتب

المنسق والكاتب الإقليمي لنقابة الصحفيين المغاربة  فرع مراكش

 

في كل مجتمع حيّ، يلعب الإعلام دور الحارس الأمين، العين التي ترى ما لا يُرى، والصوت الذي ينقل هموم المواطن، المظلوم، والمهمّش. وحين نتحدث عن هذا الجسم الإعلامي، فإننا نتحدث عن كيان يُفترض أن يكون في صف العدالة، وضميرًا حيًّا يترجم آهات الناس إلى رسائل منطقية تصل صانعي القرار.

لكن، ماذا لو أصبح هذا الجسم نفسه عاجزًا عن الترافع عن أفراده؟

ماذا لو كان المظلوم هذه المرة هو المصور أو المراسل المعتمد، الذي يركض خلف الخبر في شمس قائظة أو برد قارس، دون تغطية قانونية ولا اعتراف مهني حقيقي؟

المصور والمراسل… ذلك الغائب الحاضر

هو من يلتقط اللحظة، من يصوغ الحقيقة في لقطة واحدة قد تُحرّك رأيًا عامًا أو تُسقط قناعًا.

ورغم ذلك، يعيش الكثير من المصورين والمراسلين المعتمدين على هامش الاعتراف، محرومين من أبسط الحقوق المهنية، من التأمين والتعويض، بل وحتى من التقدير المعنوي.

هو لا يَظهر في الصورة، لكنه من يصنعها.

المراسل… شاهد العيان المنسي

 

هو أول من يصل وآخر من يُذكر. يكتب الحقيقة كما رآها، لا كما أُمليت عليه، لكنه في كثير من الأحيان، يجد نفسه خارج حسابات الجسم الذي يمثلّه، بلا تمثيلية حقيقية، ولا نقابة تدافع عنه بصدق، ولا حماية قانونية تضمن له الأمان المهني.

 

التناقض الفاضح

الغريب في الأمر أن الجسم الإعلامي يترافع بشراسة في قضايا الغير، ويُعلّق على الفساد، ويُندد بالتهميش، ويُطالب بالعدالة الاجتماعية… لكنه حين يتعلق الأمر بواقعه الداخلي، بصوته الداخلي، بالمصور والمراسل، يصمت أو يتواطأ بالصمت.

أي إعلام هذا الذي لا يسمع أنين أدواته؟

أي تمثيل هذا الذي لا يُمثّل من يشقّون الطريق نحو الحقيقة؟

دعوة للتصحيح

الوقت حان لنُعيد ترتيب البيت الإعلامي من الداخل، لنعترف بالمصور والمراسل كفاعلين حقيقيين، لا كمجرد “مكملين للمشهد

لنُؤسس ترافعًا حقيقيًا من داخل الجسم، لا أن يظل يترافع

عن الآخرين بينما هو في أمسّ الحاجة لمن يترافع عنه

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى