حينما يتحدث جلالة الملك، فإن الوطن يُصغي لا بالعقل فقط، بل بالروح أيضاً

بودرهم يوسف….. يكتب
حينما يتحدث جلالة الملك، فإن الوطن يُصغي لا بالعقل فقط، بل بالروح أيضاً.
أصدقائي، سخب الاحتفالات لا يجب أن يحجب عنا أعين المسؤولية، فكل لحظة فرح يجب أن تُوازيها لحظة وعي والتزام ومسؤولية.
نعم، في الذكرى السادسة والعشرين لتربع جلالته على عرش أسلافه الميامين، لم يكن الخطاب مجرد كلمات تُلقى، بل كان توجيهًا عميقًا يعيد ضبط بوصلتنا الوطنية نحو الأفق الذي يليق بالمغرب والمغاربة.
1)العدالة المجالية:
لم تكن فقط مصطلح عابر في، بالقدر التي جاءت كصرخة ناعمة للإصلاح، ونداء إنصاف لكل مغربي ومغربية، حيث كانت دعوة للانتقال من مغرب المركز إلى مغرب الجهات، من مغرب الخطط إلى مغرب الأثر.
2) الانتخابات رهان الشفافية والإصلاح.
في إشارة قوية وحاسمة، دعا جلالة الملك إلى تحيين وتوضيح القوانين المتعلقة بالانتخابات قبل نهاية السنة الجارية.
وبالتالي، هذه الدعوة ليست فقط مرحلية، بل سياسية بامتياز محدد بأجل، إذ تعبّر عن رغبة ملكية واضحة في تعزيز الثقة بين المواطن والمؤسسات، وفي بناء مشهد انتخابي نزيه يعكس إرادة الشعب لا إرادة النخب فقط.
فالوضوح في القانون الانتخابي هو حجر الزاوية في البناء الديمقراطي، وهو أول خطوة نحو مصالحة المواطن مع صندوق الاقتراع ومع المعنى النبيل للتمثيلية.
ثط3) الهوية المغربية، انتماء لا يقبل المساومة
الهوية المغربية واضحة، تحميها الموقف السيادي للمغرب في وجه كل التشويشات، داخليًا وخارجيًا.
فالمغرب لا يفاوض على تاريخه، ولا يساوم على انتمائه، ولا يقبل بتذويب شخصيته في مشاريع إيديولوجية أو جيوسياسية مشبوهة.
هويتنا ليست فقط ماضينا، بل هي مستقبلنا المشترك، وقاعدتنا الصلبة في مواجهة التحديات.
4) المغرب العربي، الحلم الممكن
ورغم جراح الخلافات السياسية، لا يزال جلالة الملك يُلوّح بورقة المغرب العربي، ط كقناعة راسخة بأن مستقبل شعوب المنطقة لا يكون إلا بتكاملها لا بتقاطعها، فنداء العقل يسبق الانفعال، والمصلحة المشتركة أكبر من كل الحساسيات الظرفية، والمغرب والجزاء أشقاء من منطلق القناعة الوجدانية، ويد الاخوة دائما ممدودة.
نافلة القول، لقد جاء خطاب العرش لهذا العام مختلف، لا لأنه جديد في شكله، بل لأنه عميق في مضمونه كعادته، خطاب يزرع الأمل في قلوب المواطنين، ويؤسس لمرحلة أكثر عدالة، أكثر وضوح، وأكثر انتماء لهوية مغربية لا تتزحزح في كل أركانها.