حكاية صحافية مغربية.. هذه قصتي

✒️ عادل الزبيري
أقدم لكم نفسي، اسمي عادل الزبيري، من مواليد 1981، في إقليم الدرويش في شمال المغرب.
أما ابن وحيد لأمي، حفظها لي ربي، وأسأل الله بوجهها الكريم كل خير، فالجنة تحت أقدامهم.
رزقني الله بخير متاع الدنيا، فأنا له شاكر وحامد، ولها مدين بالفضل الكبير.
أنا صحافي مغربي وكبير المراسلين الميدانيين صحافيا في المغرب، منذ 2005، ومعلق صوتي محترف.
ففي زمن هيمنة منصات التواصل الاجتماعي، أنا صانع لكل محتوى صحافي مهني واحترافي.
في مساري المهني المتواصل، أعددت وحضرت ونفذت مئات الوثائقيات التلفزيونية الميدانية.
جبت المغرب بكل حب، على امتداد قرابة 20 عاما.
أنصت دائما بكل حب للمغاربة،
ونقلت فيها قصص المغاربة بكل حب.
بدأت العمل الصحافي التلفزيوني، في العام 2000، عندما كانت الكاميرا تزن 50 كيلوغراما،
وكان المونتاج ممكنا فقط في المكتب، باستعمال معدات كبيرة الحجم، وشاشات وألواح أزرار، أو في حقيبة اسمها اختصارا MACHINE CUT CUT.
بدأت العمل الصحافي المهني الميداني الاحترافي عندما كان الصحافي له وزنه ومكانته واحترامه، في وسط المجتمع.
التزمت دائما مهنيا عن قناعة، بقواعد العمل الصحافي بميزان من ذهب، واحترمت أخلاقيات المهنة، فتعلمت أن الميدان مدرسة 🏫 حقيقية، لتعلم العمل الصحافي بعيدا عن دروس الدفاتر البالية في مدرجات الدراسة.
كما أفتخر بأنني خريج أفضل مدرسة للتكوين الصحافي الحكومي في مجال الصحافة، المعهد العالي للإعلام والاتصال في مدينة العرفان في العاصمة المغربية الرباط.
وأعلن استعدادي الكامل لوضع تجربتي المهنية رهن إشارة الإدارة والطلبة في التدريس وفي التكوين.
شاهدت طيلة مساري المهني، بشكل يومي، ما لا يمكنني تذكره من الوثائقيات العالمية، لأتعلم من الكبار عالميا، لأن المشاهدة تمرين صحافي يومي لكل صحافي مهني.
غادرت بقرار إداري، رحلة مهنية، استمرت لقرابة العقدين من الزمن، مؤسسة إعلامية كبيرة، اسمها العربية، سأعتبر نفسي دائما ابنها المهني، ووصفتها دائما ببيتي المهني؛ وفخور جدا بأن اسمي ذكر في أكبر مهرجان للوثائقيات في العالم؛ في الولايات المتحدة الأمريكية.
وأعلن شكري الجزيل لكل الذين اشتغلت معهم، ووضعوا ثقتهم في تجربتي، وساهمت معهم في بناء بيت إعلامي عربي كبير.
ولا زلت على التزامي المهني الصارم في كل التجارب المهنية التي سأخوضها، معليا كلمة الصحافة المهنية.
تعلمت في رحلاتي إلى المغرب العميق والعريق؛ ثقافة الإنصات، ونقل تفاصيل القصة، من دون بهارات، ولا زيادات في الكلام.
خضعت لعشرات الدورات التكوينية في الميدان؛ ففي أسوأ وفي أصعب الظروف المهنية، التي واجهت، احتفظت بمشاعري وبدموعي أمام قصص قاسية لنفسي، بكيت مرارا بحرقة بعيدا عن الناس، لأن الإنسان في النهاية يبقى من قلب ومن روح.
دفعتني الحياة في كل اتجاهات جغرافيا المغرب، فازددت عشقا لتربة هذا الوطن العريق؛ المملكة المغربية الشريفة.
ففي بناء القصة الخبرية، تطورت مع التقنيات، وصولا إلى الهاتف المحمول، الذي حملته معي إلى كل مكان، على امتداد 5 سنوات، لمحاورة المغاربة عن تحدياتهم وعن نجاحهم وعن أحلامهم.
وآمنت بالتأقلم مع التطور المتسارع جدا، في أدوات الاشتغال المهني الميداني، وما فرملت اشتغالي، بل مارست انتقالاتي في هدوء شديد وبكل سلاسة؛ وسط التزام بالقواعد الصحافية المهنية، وفق المتعارف عليه عالميا.
لم أسمح لأي تيار بأن يجرفني، في أي اتجاه، تقويت بكل العواصف التي مرت علي، وآمنت أكثر برب رحيم، بعد كل مواجهة مع الموت، في العمل الصحافي المهني الاحترافي الميداني.
من تفجير إرهابي في مدينة الدار البيضاء في العام 2007، إلى الخروج من حصار فيضانات في إقليم الناظور في 2008، إلى ارتفاع منسوب مياه الفيضانات في سيدي سليمان في 2008، إلى أول صحافي دخل إلى موقع تفجير مقهى أركانة في مراكش في العام 2011.
وفي جبال الريف في شمال المغرب 🇲🇦، كان الصمود على امتداد 7 أيام، في انتظار خبر يقين عن الراحل الطفل المغربي ريان أورام.
وفي العام 2017، تابعت أخبار الاحتجاجات الاجتماعية السلمية في مدينة الحسيمة بكل احترافية ميدانية، وبكل موضوعية في نقل الأحداث.
وفي قمم سلسلة جبال الأطلس الكبير، نجوت مرتين اثنتين متواليتين، من سقوط حجارة على الطريق، وسط مئات الهزات الارتدادية، التي كانت تسبب دوارا كبيرا جدا وآلاما في الرأس.
وفي العام 2010، دخلت في مغامرة إلى عمق الصحراء الشرقية المغربية، بحثا عن آخر الرحل المغاربة.
وفي العام 2024؛ رويت قصصا مغربية جديدة، بنفس جديد، للشاشة الكبيرة. وللامانه الغطصغيرة للهواتف المحمولة؛ من حكايات مغاربة يعيدون بناء منازلهم في قرى إقليم الحوز المنكوب بالزلزال، إلى مواطنين مغاربة يشتغلون لأول مرة في زراعة القنب الهندي الذي جرى تقنينه لأول مرة في تاريخ المغرب.
ومن ثم كانت الرحلة إلى قرى واحة تمنارت في إقليم طاطا، لإعادة تركيب قصص مغاربة واجهوا فيضانات شبهوها بتسونامي، قبل حط الرحيل المهني أخيرا بين العاصمة المغربية الرباط ومدينة الدار البيضاء لتركيب أجزاء قصة استثنائية للسوريين المغاربة.
أعتبر نفسي صحافيا مهنيا ميدانيا، قادرا على خوض كل التحديات، ومواجهة كل التحولات، والاستمرار في العطاء بكل سخاء، في زمن انتشار المنصات الاجتماعية وهيمنة الهواتف المحمولة.
يشدني الحنين إلى قمم الجبال، إلى رواية قصص إنسانية مغربية لكل العالم، لا يزال بي حماس الشباب، وعندي خزان من حكمة الشيوخ، وأدوات العمل لدي منها التقليدي/ القديم وأيضا الجديد منها متوافر.
كنت ولا زلت وسأظل صحافيا مهنيا مغربيا.