ترامب يختتم جولته الخليجية بإعادة رسم خريطة التحالفات والاستثمارات

اختتم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الجمعة، جولة خليجية مثيرة للجدل شملت السعودية وقطر والإمارات، وأسفرت عن توقيع صفقات بمليارات الدولارات، وفتحت آفاقا جديدة للتقارب الدبلوماسي، لا سيما تجاه سوريا وإيران، في سياق أول زيارة خارجية له منذ بداية ولايته الثانية.

وعلى الرغم من الانتقادات، تمكّن ترامب من تجديد شبكة العلاقات الأمريكية في الخليج، بعد سنوات من التوترات التي طبعت حقبة سلفه جو بايدن. وبلغت قيمة الصفقات المعلنة خلال الجولة ما يزيد عن تريليوني دولار، شملت صناعات الطيران، الأسلحة، الذكاء الاصطناعي، والطاقة.

انفراج في الملفين السوري والإيراني

في مفاجأة دبلوماسية غير مسبوقة، أعلن ترامب من الرياض رفع العقوبات الأمريكية المفروضة منذ عقود على سوريا، بعد لقائه بالرئيس الانتقالي أحمد الشرع. غير أن هذا الانفتاح جاء مشروطًا بمطالب أمريكية بتطبيع سوري مع إسرائيل، وهو شرط أثار الكثير من التساؤلات حول جدوى “رفع العقوبات” في ظل استمرار الاحتلال في الجولان وتداعيات الحرب في غزة.

أما من الدوحة، فقد لمح الرئيس الأمريكي إلى إمكانية التوصل لاتفاق نووي جديد مع طهران، ما أدى إلى تراجع فوري في أسعار النفط العالمية. ومع ذلك، لم يُسجّل أي تقدم ملموس في ملف الحرب على غزة رغم الدور القطري المحوري في الوساطة.

أرقام فلكية: من بوينغ إلى الذكاء الاصطناعي

خلال المحطة القطرية، أعلنت الخطوط الجوية القطرية طلبية قياسية لشراء طائرات بوينغ بقيمة 200 مليار دولار، فيما كشفت الرياض عن أكبر صفقة أسلحة في التاريخ الحديث، إلى جانب استثمار سعودي بقيمة 20 مليار دولار في مشاريع ذكاء اصطناعي بالولايات المتحدة، تقودها شركة “داتا فولت”.

من جانبها، أطلقت الإمارات العنان لطموحاتها التكنولوجية، فأعلنت عن استثمارات بقيمة 1.4 تريليون دولار في الولايات المتحدة خلال العقد المقبل، شملت مشاريع كبرى في مجال الرقائق الإلكترونية والطاقة النظيفة، بالشراكة مع “جي إي إيروسبايس” ومجموعة “أدنوك”.

رمزية دينية ورسائل سياسية

في ختام جولته، زار ترامب مجمع “بيت العائلة الإبراهيمية” في أبوظبي، الذي يضم مسجدًا وكنيسة وكنيسًا يهوديًا، في رسالة رمزية لتعزيز التعايش الديني في المنطقة، ولتذكير العالم باتفاقيات أبراهام التي أُبرمت خلال ولايته الأولى، ومهدت لتطبيع العلاقات بين إسرائيل وعدد من الدول العربية.

ردود فعل متباينة

فيما رحب حلفاء ترامب في الخليج بالزيارة وما رافقها من إعلانات استثمارية، لم تُخفِ المعارضة الأمريكية انتقاداتها، لا سيما بعد ما تردد عن تلقي ترامب طائرة فاخرة كهدية من قطر، في خطوة وصفها الديمقراطيون بـ”الفساد المكشوف”.

لكن ترامب، وفي ختام جولته، اكتفى بالقول: “لقد جلبنا تريليونات الدولارات لأمريكا، وفتحنا أبواب السلام. إنها جولة ستتذكرها الأجيال”.