المعارض الجزائري سعيد بن سديرة: الجزائر خسرت معركة الصحراء.. والمغرب كسبها بفضل رؤية الملك محمد السادس واستقرار مؤسساته

ابراهيم ادريسي
أثارت تصريحات المعارض الجزائري المقيم في الخارج سعيد بن سديرة جدلًا واسعًا بعد اعترافه بأن الجزائر خسرت معركة الصحراء المغربية، في حين تمكن المغرب من تحقيق نصر دبلوماسي واضح بفضل الاستقرار المؤسسي والرؤية الحكيمة لجلالة الملك محمد السادس، الذي يشرف شخصيًا على هذا الملف منذ سنوات.
وقال بن سديرة في حديثه إن “المغرب اليوم يده على الصحراء الغربية، وعينه على الصحراء الشرقية”، مشيرًا إلى أن المشكل الحقيقي بين البلدين لم يعد الصحراء الغربية التي هي اصلا مغربية منذ الأزل كما كانت تُقدَّم، بل الحدود الشرقية التي تشمل منطقتي بشار وتندوف.
رؤية ملكية متبصرة ودبلوماسية متماسكة
يرى بن سديرة أن السر في نجاح المغرب هو تماسك مؤسساته واستمرارية سياسته الخارجية، التي يقودها ناصر بوريطة منذ أكثر من عقد، تحت التوجيهات المباشرة لجلالة الملك محمد السادس حفظه الله.
هذا الإشراف الملكي جعل الدبلوماسية المغربية تتحرك بثقة، وتجمع بين الهدوء في الخطاب والفاعلية في التنفيذ، ما سمح بتحقيق اختراقات مهمة على المستوى الدولي والإقليمي.
فمن الاعتراف الأمريكي بسيادة المغرب على صحرائه، إلى توسع الدعم الدولي وافتتاح القنصليات في العيون والداخلة، استطاعت الرباط أن تفرض واقعًا جديدًا على الأرض، قائمًا على الشرعية التاريخية والسيادة الفعلية، في حين اكتفت الجزائر بالتصريحات والاتهامات.
الجزائر… أوهام سياسات قديمة وأكاذيب فقدت صداها
ويضيف بن سديرة أن الجزائر ظلت تراهن على الأكاذيب والأوهام في معاكسة المغرب، متمسكة بخطاب دعائي قديم لا يستند إلى الواقع.
فحسب قوله، كانت الدبلوماسية الجزائرية تروّج لسيناريوهات انفصالية بعيدة عن الحقائق الميدانية والسياسية، متجاهلة التحولات الإقليمية وموازين القوى الجديدة.
ويشير إلى أن الجزائر “بنت سياستها الخارجية على سردية عاطفية”، بدل أن تواجه الواقع كما هو.
ومع مرور الوقت، اتضح أن المغرب يتقدّم بثبات على الأرض والدبلوماسية، بينما الجزائر تراوح مكانها، تُغيّر مسؤوليها وتعيد إنتاج نفس الخطاب منذ نصف قرن دون نتائج.
بين الواقعية المغربية والتخبط الجزائري
تبدّل المسؤولين في الجزائر — كما يشرح بن سديرة — جعل كل وزير أو مسؤول يبدأ من الصفر، دون تراكم أو استمرارية.
أما في المغرب، فقد أثمر الاستقرار الإداري والمؤسسي في وزارة الخارجية والأجهزة الأمنية عن تراكم الخبرة والقدرة على قراءة الملفات بعمق.
هذا الفرق البنيوي جعل المغرب يسير وفق رؤية متكاملة يقودها جلالة الملك محمد السادس نصره الله، في حين بدت الجزائر كمن “يلاحق السراب”، متشبثة بخيارات سياسية لم تعد تقنع حتى بعض حلفائها السابقين.
انتصار الرؤية على الوهم
ما قاله بن سديرة يعكس تحوّلًا في الخطاب الجزائري المعارض نفسه، إذ بدأ بعض الأصوات تعترف بأن الرهان على إضعاف المغرب كان قائمًا على أوهام لا على الحقائق.
فبينما بنت الجزائر استراتيجيتها على الرفض والعداء، بنى المغرب سياساته على العمل والمصداقية، ونجح في فرض واقع جديد تؤكده خريطة التحالفات والمواقف الدولية.
اليوم، باتت الصحراء مغربية كما كانت جزءا لا يتجزأ من المملكة المغربية باعتراف دولي اممي نهاية الشهر الحالي كما تشير كل الاخبار و المصادر ، واقعًا وقانونًا وسيادةً، بفضل رؤية ملكية متبصّرة واستقرار مؤسساتي نادر في المنطقة.
أما الجزائر، فما زالت تبحث عن طريقها وسط ملفات فقدت بريقها، بعدما اكتشفت أن الرهان على الوهم لا يصنع سياسة، ولا يغيّر حقائق الجغرافيا والتاريخ.



