وجهات نظر

القرار الملكي بعبور المساعدات عبر دولة إسرائيل

تمهيد دبلوماسي نحو اعتراف دولي بدولة فلسطين

يوسف بودرهم ….يكتب

تحليل متواضع بقلم بودرهم يوسف، في محاولة لفهم الرسائل الرمزية التي حملها القرار الملكي السامي الأخير.

في خطوة ملكية سامية، تعكس عمق التزام المغرب تحت القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، بصفته رئيس لجنة القدس إتجاه القضية الفلسطينية، أصدرت التعليمات السامية لإيصال مساعدات إنسانية عاجلة إلى الشعب الفلسطيني، وقد نُقلت عبر مطار دولة إسرائيل.

ربما يبدو هذا التحرك ذو طبيعة إنسانية بحتة، لكن من خلال التحليل المتأني للمعطيات والسياق العام، فإننا نعتبر هذه الخطوة الغير مصرح بها في الفعل الملكي كرسالة تسعى لملامسة العمق السياسي القانوني في العلاقات الدولية، وتؤسس لمسار جديد على المستوى الدولي، قد يكون عنوانه” اعتراف قادم بدولة فلسطين من قبل عدد من الدول”.

وبالتالي، ما نود الإشارة إليه بشكل صريح، حتى وإن كان هذا القرار الإنساني لم يذكر صراحة في الخطاب الملكي الأخير بمناسبة الذكرى 26 عيد العرش المجيد، إلا أن مزامنته (أي القرار الملكي المتعلق بإصال المساعدات الإنسانية المغربية لفائدة الشعب الفلسطيني عبر مطار دولة إسرائيل) للخطاب تمنحه بعدا رمزي قوي الدلالة، حيث نعتبره من بين أهم الرسائل الضمنية الكبرى التي أراد جلالة الملك توجيهها لرعاياه داخل الوطن وخارجه، بل وربما للمجتمع الدولي برمّته.

خصوصا أننا نعلم أن المواقف الملكية السامية، في كثير من الأحيان لا تُختزل في الكلمات المكتوبة، وإنما تتجلّى أيضا في الأفعال الرمزية التي تترجم روح الخطاب وتُجسّد مضامينه بشكل واقعي.

ونافلة القول، إن أمر جلالة الملك بعبور المساعدات الإنسانية عبر مطار دولة إسرائيل، لا يجب علينا عزله عن السياق الدولي الراهن، بل يمكن فهمه كرسالة ذكية متعددة الأبعاد الإستراتيجية، كونها تعبر عن دعم إنساني مباشر للشعب الفلسطيني، وتفتح قنوات عملية غير تقليدية لإيصال الدعم، وفي ذات الوقت، ترسيخ لحضور المغرب كفاعل إقليمي قادر على تحريك المواقف الدولية لصالح قضايا عادلة، في طليعتها الحق الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى