وجهات نظر

الصحافة الثقافية الدولية و قصص صحافية مغربية

 

#عادل_الزبيري

على امتداد قرابة عقدين اثنين من الاشتغال في الإعلام الإخباري الدولي، من وعن المغرب، حضرت الثقافة بشكل كبير جدا، في اشتغالي على تقارير إخبارية مكتوبة أو مصورة أو العمل ضمن فريق إنتاج لبرامج ثقافية كبرى.

الاشتغال على الملفات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والرياضية، لم يمنعني يوما، من ممارسة شغف ثقافي جميل جدا؛ لأن الحقل الثقافي المغربي ثري جدا، والتنوع والتلون الثقافي يشد إليه كل صحافي يتابع حركية النشر، وحروب المثقفين، ومحاولات إنجاح دورات معرض الكتاب في مدينة الدار البيضاء، قبل نقل المعرض الى العاصمة المغربية الرباط.

كما أنني حرصت بحب، على تتبع مبادرات ثقافية ولو صغيرة، من احتفاليات مسرحية، إلى معارض جهوية للكتاب المستعمل، إلى توقيعات تاريخية لشخصيات كبيرة بصمت المغرب، إلى محاولات مدن قصية للصراخ الثقافي المشروع والجميل، وصولا إلى مهرجانات صغيرة أوصلت صورا رائعة للمغرب العميق والأصيل.

فكان لي تاريخيا ومهنيا، شرف الاشتغال إلى جانب صحافيين عربيين اثنين، ينتميان إلى المثقفين الصحافيين في العالم العربي؛ الروائي اللبناني أحمد علي الزين، والروائي المصري محمود الورواري.

اشتغلت على أن أكون سفيرا للثقافة المغربية، باقتراح أسماء ثقافية مغربية تستحق أن تكون حاضرة في شبكة برامج أحد أكبر الشبكات الإخبارية العربية، فتابعت حركية النشر الورقي عن قرب، وحضرت كلما سنحت لي الظروف، لقاءات ومؤتمرات ونقاشات وحوارات؛ للبقاء قريبا من الثقافة المغربية، على امتداد 20 عاما.

قادت أسفار متواصلة الصديق الأستاذ أحمد علي الزين إلى المغرب، للقاءات ولحوارات من أجل حلقات برنامج روافد، الذي بقي لسنوات طويلة منارة عربية للثقافة من المحيط إلى الخليج.

امتاز برنامج روافد بالجمع بين تقديم المثقف/ الضيف، وتقديم مؤلفاته الورقية، وبين حوار ثقافي، وبين لقطات تقدم جمال الأماكن والساحات والمناطق التاريخية المغربية؛ ليكون البرنامج أقرب إلى جمهور واسع من المشاهدين في العالم العربي.

فتوالى ظهور أسماء مغربية ضيوفا على روافد العربية، ما بين أسماء لها وزنها، وأسماء مغربية كانت تشق طريقها، فيما أسماء أخرى كانت مغيبة عن الإعلام الثقافي المغربي والعربي، لأن اليسار المثقف المغربي، منهجي في ممارسة الإقصاء في الحقل الثقافي المغربي.

تشتغل ما تسمى بعائلة المثقفين المغاربة، وفق منطق النادي المغلق جدا، أمام الآخرين، فالمثقف المغربي يرى في الصحافي مجرد ناشر للخبر، ممنوع عليه النقاش، ولا التعليق، ولا تقديم قراءة نقدية في أي نص روائي.

جمعتني أيضا صداقة مهنية وإنسانية مع زميل مهني آخر، الأستاذ محمود الورواري، الذي اختار إطلاق منارات العربية، كبرنامج تنويري يبحث عن المثقفين في كل العالم العربي، من الناطقين باللغة العربية، ومن المبدعين بها وعنها.

فكانت حلقات مغربية جميلة جدا أيضا، عن أسماء مغربية لها وزنها الثقافي ولها حضورها، في سياق دبلوماسية إعلامية ثقافية، آمنت مبكرا بأهميتها في تسويق ناعم لصورة مغربية عالمة، ولها قدرة على الوصول إلى كل جغرافيا الناطقين بالعربية الفصحى في كل مكان، شريطة توفر السفينة المناسبة لإيصال هذه الرسائل الثقافية.

أعترف لكل من الأستاذين الزين والورواري معا، بإيمان بالصحافي المهني ابن البلد، القادر على تقديم مقترحات جيدة وجادة، والذي يراقب في هدوء أمواج المد والجزر في المحيط الثقافي المغربي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى