Uncategorizedمجتمع

اختتام الحملة الوطنية لإذكاء الوعي بالإعاقة: نحو تحول مجتمعي يكرس الحقوق ويكسر الصور النمطية

مراكش/ نورة البوخاري

في أجواء رمزية وعالية الدلالة، أسدل الستار بمدينة مراكش على فعاليات الحملة الوطنية الأولى لإذكاء الوعي بالإعاقة، التي أطلقتها وزارة التضامن والإدماج الاجتماعي والأسرة ما بين 21 ماي و21 يونيو 2025، في خطوة غير مسبوقة تستهدف عمق التصورات المجتمعية تجاه الأشخاص في وضعية إعاقة.

اللقاء الختامي، الذي احتضنه فندق حديقة أكدال، جمع شخصيات حكومية ومؤسساتية وجمعوية، يتقدمهم كل من وزيرة التضامن السيدة نعيمة ابن يحيى وكاتب الدولة المكلف بالإدماج الاجتماعي السيد عبد الجبار الرشيدي، في لحظة تقاطعت فيها الرهانات التشريعية مع الحاجة الملحة إلى إعادة بناء التمثلات المجتمعية حول الإعاقة.

الحملة لم تكتفِ بتكرار الخطاب الحقوقي، بل سعت إلى تحويله إلى ممارسة ميدانية ووعي جماعي. أكثر من 1200 نشاط موزع بين ندوات وورشات وقوافل ميدانية، وبمشاركة تجاوزت 750 ألف شخص، شكلوا تربة خصبة لبناء خطاب جديد يقوم على قدرات الأشخاص في وضعية إعاقة لا على إعاقتهم.

في كلمته بالمناسبة، أكد السيد الرشيدي أن التحدي الأكبر لا يكمن في سنّ القوانين، بل في تغيير البنيات الذهنية ومواجهة ثقافة التنميط، خاصة في ظل ما وصفه بـ”تنمر صامت” يتسلل عبر المواقف اليومية ووسائط التواصل، مشيراً إلى أن “التمكين الحقيقي يبدأ من الوعي المجتمعي”.

لقد أحرز المغرب مكاسب مهمة في مجال حماية حقوق الأشخاص في وضعية إعاقة، بدءًا بالمصادقة على الاتفاقية الدولية، ووصولاً إلى إصدار القانون الإطار رقم 97.13، ومرسوم بطاقة الإعاقة، وهي إجراءات تعزز موقع هذه الفئة في نسيج السياسات العمومية.

لكن كاتب الدولة المكلف بالإدماج الاجتماعي لم يخفِ أن “القوانين لوحدها لا تكفي”، بل يجب أن تواكبها بنيات اجتماعية ونفسية دامجة، تسمح بتحقيق اندماج فعلي وعادل داخل منظومة التعليم، والصحة، والتشغيل.

ومن جهتها، أكدت  السيدة إلاريا كارنيفالي ممثلة برنامج الأمم المتحدة الإنمائي بالمغرب خلال اختتام  الحملة الوطنية الأولى لإذكاء الوعي بالإعاقة،على استمرارية العمل ومواصلة المجهودات لتغيير نظرة المجتمع للأشخاص في وضعية إعاقة، مشيدة بالعمل الجبار الدي يقوم به المغرب في هدا الصدد.

كما أشارت إلى ضرورة جعل الحملة منعطفا للتغيير، داعية لتكثيف الجهود لإرساء استراتيجية مبنية على أسس مفاتيح واجب اتباعها لتكريس الحق لكل من يحس بالتهميش ، وليس من، ودلك في إطار مشروع اجتماعي وليس إنساني

وقد تميزت الأوراش الهيكيلية للحملة باعتماد مقاربة جديدة لتعريف الإعاقة، حيث انتقل المفهوم من مقاربة طبية إلى مقاربة  طبية تشمل الوضع الصحي للفرد والمشاركة الاجتماعية والعوامل المرتبطة بالسياق الداتية والبيئية، وفقا لمبادئ الاتفاقية الدولية الصادر عن 2001 والقانون الإطار 97.13 والتصنيف الدولي لتادية الوظائف والعجز والصحة

وتجدر الإشارة أن اللقاء تميز بفقرات توعوية وتحسيسية عبارة عن وصلات ، وعرض مسرحية حول إدكاء الوعي إضافة إلى بث وصلات تحسيسية للمؤثرين والمؤثرات، ناهيك تكريم شخصيات في مجال الإعاقة المتفوقين في شتى القطاعات سواء منها الفنية أو الرياضية ، كما تخلل اللقاء عزف أغنية من إنجاز طلبة كلية علوم التربية.

وفي هدا الإطار تعمل وزارة الوصية على القطاع بتعاون مع مختلف الفاعلين على بلورة وتنفيد مجموعة من الأوراش الهيكيلة من بينها منح البطاقةن تعميم الولوجيات بشراكة مع المجالس الترابية وتقوية قدراتها في المجال وتحسين تمدرس الأطفال في المدارس العمومية.

والجدير بالدكر أن الوزيرة قامت بزيارة لمعرض المنتوجات المحلية التي كانت من إبداع وأنامل الأشخاص دوي الاعاقة. اللقاء تزامن أيضاً مع زيارة رسمية للوزيرة الفرنسية المنتدبة المكلفة بالمساواة ومكافحة التمييز، التي ستقوم بجولة مشتركة مع الوزيرة المغربية إلى عدد من المراكز الاجتماعية في مراكش، مما يعطي بعداً دولياً للحملة، ويؤشر على انخراط المغرب في دينامية كونية لتعزيز حقوق الفئات الهشة

الحملة، في بعدها الرمزي، جاءت لتعيد رسم العلاقة بين المجتمع وفئة طالها التجاهل أو الشفقة لعقود. إنها ليست مجرد حملة توعوية، بل بداية تحول ثقافي وقيمي، تستدعي استمرار التعبئة، والانخراط المسؤول لكل الفاعلين من أجل مغرب منفتح، عادل، لا يقصي أحداً من أبنائه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى