وجهات نظر

أوراغ محمد يكتب….*برؤية ملكية سامية تُلهم المجد… المغرب يحصد ثمار مشروعه الكروي ويعتلي قمة العالم* 

 

تحت القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده، الذي جعل من الرياضة رافعة للتنمية ومجالًا لإبراز كفاءات الوطن، لم يكن إشعاع المغرب الرياضي وليد الصدفة، بل ثمرة رؤية ملكية استراتيجية بعيدة المدى. رؤية أرست ركائزها على الاستثمار في الإنسان منذ الصغر، من خلال مشاريع بنيوية رائدة، أبرزها أكاديمية محمد السادس لكرة القدم، التي شكلت مهدًا لأبطال بصموا اسم المغرب في المحافل العالمية. من الرؤية الملكية إلى الإنجاز الميداني في ظل هذا التوجيه الملكي السامي، جاءت السياسة الرياضية الحديثة بحنكة فوزي لقجع، رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، لتترجم هذه الرؤية على أرض الواقع بخطط عملية، ومناهج علمية، ومراكز تكوين بمواصفات عالمية. ولم يكن تتويج المنتخب المغربي بكأس العالم للشباب 2025 حدثًا عابرًا، بل محطة طبيعية لمسار بدأ بالتكوين، وترسخ بالانضباط، وتوج بالإصرار والإيمان. خطاب يصنع جيلاً لا ينكسر قبل خمسة أشهر فقط من هذا التتويج التاريخي، عاش منتخب الشباب خيبة خسارة نهائي كأس إفريقيا. وفي لحظة كان يمكن أن تسود فيها الخيبة، جاء التوجيه الصريح و المباشر ليقلب الموازين. فوزي لقجع لم يبحث عن مبررات، ولم يُلقِ باللوم، بل اختار أن يزرع في نفوس لاعبيه بذور الثقة قائلاً:

“كرة القدم تُلعب على جزئيات صغيرة، والخسارة ليست نهاية الطريق، بل بداية لتصحيح المسار. المهم الآن أن أخاطب عقولكم لا أقدامكم، فكل مباراة من الآن يجب أن تُلعب بروح الانتصار.” ذلك الخطاب لم يكن مجرد كلمات، بل نقطة تحول نفسية صنعت جيلاً لا ينكسر، جيلًا آمن أن المجد يُبنى بالعمل المتواصل، وأن الفشل ليس عثرة بل خطوة أولى نحو النجاح. من التمثيل المشرف إلى ثقافة البطولة انطلقت من رحم هذه الفلسفة مشاريع متكاملة لتطوير الناشئين، شملت إنشاء مراكز تكوين فدرالية في سلا، السعيدية، والدار البيضاء، إلى جانب برنامج وطني لاكتشاف المواهب داخل وخارج أرض الوطن. نتائج هذه الجهود ظهرت تباعًا:

المركز الرابع في كأس العالم 2022

برونزية أولمبياد باريس 2024

ألقاب قارية في فئات أقل من 17 و23 سنة وأخيرًا، التتويج التاريخي بكأس العالم للشباب 2025 بهذه الإنجازات، انتقل المغرب من مرحلة “التمثيل المشرف” إلى عصر ثقافة الفوز والبطولة، قفزًا من المركز 76 عالميًا قبل عقد إلى المركز 12 حاليًا. قيادة تؤمن بالمشروع وتزرع الثقة قد يختلف المراقبون حول التفاصيل الفنية، لكنهم يجتمعون على أن فوزي لقجع جمع بين الفكر الإداري العصري والقيادة الملهمة التي تبث روح الانتصار في كل مكونات المنظومة الكروية. خطابه ذاك لم يكن لحظة عابرة، بل تجسيدًا لفلسفة كاملة تؤمن أن “الخسارة طريق نحو النصر” متى وُجد الإيمان بالمشروع.

ما تحقق اليوم ليس مجرد تتويج كروي عابر، بل هو ثمرة مسار متكامل وتجسيد حي لرؤية ملكية سامية جعلت من الرياضة مدرسة للمواطنة والطموح، ومن الميدان الرياضي فضاءً لصناعة الأبطال وصقل الكفاءات الوطنية. إن هذا الإنجاز يعكس عمق التخطيط الإستراتيجي الذي أرسى دعائمه الرياضي الأول صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده،

هنيئًا لنا جميعًا بهذا التتويج العالمي، الذي يُضاف إلى خزانة الألقاب الوطنية، ويجسد استمرار التألق المغربي على الساحة الدولية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى